ما ليس بممكن ولا ممتنع ، والممكن بما ليس بواجب ولا ممتنع ، والممتنع هو الذي لا يمكن وجوده.
وهذه التعريفات فاسدة ، لانه يلزم منها الدور كما ترى ، لتوقف معرفة كل واحد منها على الاخر ، لانه أخذ في تعريفه.
قوله «وكذا كل ما يقال» الى آخره ، اشارة الى ما ذكرناه في تعريف الوجود وزيفناه ، وكذا قول بعضهم «الواجب هو المستغني عن الغير والممكن هو المفتقر الى الغير» فنقول: ما المستغني؟ فيقال : غير المفتقر ، ثم نقول : ما المفتقر؟ فيقال : هو الممكن ، وكذا الكلام في الممكن.
كون الوجوب والامتناع والامكان من الاعتبارات العقلية
قال : البحث الرابع : الوجوب والامتناع والامكان من الاعتبارات العقلية وليست أمورا وجودية في الخارج. لان كل موجود في الخارج فهو اما واجب أو ممكن :
فلو كان الوجوب ثابتا في الخارج : فان كان واجبا لزم التسلسل ، وان كان ممكنا جاز زواله ، فيزول الوجوب عن الواجب فيكون الواجب ممكنا ، هذا خلف.
ولو كان الامكان ثابتا في الخارج : فان كان واجبا كان الممكن الذي هو شرط فيه واجبا ، لان شرط الواجب واجب ، هذا خلف. وان كان ممكنا لزم التسلسل.
وان (١) كان الامتناع ثابتا في الخارج : كان الموصوف به ـ وهو الممتنع في الخارج ـ ثابتا في الخارج ، لان ثبوت الصفة فرع ثبوت الموصوف وهو محال.
__________________
(١) في «ن» والمطبوع من النهج : ولو كان.