من عدم الملكة ، لامكان الانتقال الى الوجود. واما عدم البصر عن الجرو بعد فتح عينيه أو عن الانسان ، وعدم السن عن الرجل ، وعدم شعر لحيته عنه ، فمن عدم الملكة.
وأما التحقيقي : فهو أعم ، فالملكة هنا كل موجود في موضوع أعم من أن يكون الموضوع من شأن شخصه أن يكون له ذلك الموجود (١) في وقته كما تقدم ، أو من شأن شخصه في غير وقته كعدم اللحية عن الامرد ، أو من شأن نوعه كعدم اللحية عن المرأة ، أو من شأن جنسه كعدم الذكورة عن المرأة ، أو كعدم البصر عن شخص (٢) من الخلد (٣) ، فان طبيعته الشخصية والنوعية غير قابلة للبصر ، لكن طبيعته الجنسية كالحيوان قابلة له ، فالقسم الاول أخص من الثاني.
[تعريف المتضايفان وأحكامهما]
قال : والمتضايفان وهما اللذان لا يعقل أحدهما الا بالقياس الى الاخر ، كالابوة والبنوة ، والحق أن الاضافات لا وجود لها في الخارج ، والا لزم التسلسل.
وكما يستحيل الجمع بين المتقابلين يستحيل الجمع بين المثلين ، اذ لا مائز حينئذ ، لان الذات ولوازمها متفقة ، والعوارض متساوية النسبة إليها. وانما يجتمع المختلفان غير المثلين والمتقابلين.
أقول : هذا هو القسم الرابع من أقسام التقابل. واعلم أن الاشياء باعتبار تعقلها على ضربين : أحدهما : ما لا يتوقف تعقله على تعقل أمر آخر ، وهو ما عدا المضاف من الماهيات الاخر. وثانيهما : ما يتوقف تعقله على تعقل غيره وهو
__________________
(١) فى «ن» : الوجود.
(٢) فى «ن» : بالنسبة الى شخص.
(٣) نوع من القواضم يعيش تحت الارض ، وهو ليس له عينان ولا أذنان.