[تعريف التأليف]
قال : التاسع ـ التأليف : وهو عرض يختص بالمحلين لا أزيد ، يقتضي صعوبة تفكيك الاجزاء ، وأكثر العقلاء أحالوا وجود عرض واحد في محلين.
أقول : التأليف عرض يقتضي صعوبة تفكيك الاجزاء أو سهولتها.
وأثبته أبو هاشم وشيخنا أبو جعفر الطوسي ـ رحمهالله ـ لان بعض الاجسام يصعب تفكيكه كالحديد مثلا ، وبعضها يسهل تفكيكه كالماء والدهن ، فلو لا اتصاف ما يصعب تفكيكه بعرض يقتضي الصعوبة لم يكن أولى بها من ضدها ، ولا أولى بها من غيره من الاجسام.
وقال : انه يقوم بمحلين لا غير ، لانه اما أن يكون قائما بجزء واحد أو بجزءين أو بأكثر ، لا جائز أن يقوم بجزء واحد ، اذ الجزء الواحد لا تأليف فيه ، ولا جائز أن يقوم بأكثر من جزءين ، والا لجاز أن يقوم بالجبل العظيم تأليف واحد ، لعدم أولوية عدد عن عدد ، واذا كان كذلك لزم اذا أخذنا جزءا واحدا من الجبل العظيم انفكاك الجبل كله ، لعدم التأليف بعدم بعض محله ، فيسهل تفريق الباقي ، وهو معلوم البطلان ، فبقي أن يكون قائما بجزءين ، وهو المطلوب.
والمحققون من المتكلمين أحالوا وجود عرض واحد فى محلين ، كما استحال (١) وجود جسم واحد فى مكانين.
والحكماء جوزوا حلول عرض واحد فى محل واحد منقسم ، كالوحدة القائمة بالعشرة ، والتربيع القائم بالاضلاع الاربعة المحيطة بالسطح ، والحياة
__________________
(١) فى «ن» : استحيل.