خرج ما لا يحصل معه (١) الانتقال الى آخر ككثير من القضايا.
وكل مركب لا بد فيه من علل أربعة وهي : المادية والصورية والفاعلية والغائية ، فالترتيب اشارة الى العلة الصورية للنظر ، ومثاله في الخارج كشكل السرير ، وحيث أن كل ترتيب لا بد له من مرتب استلزم الاشارة الى العلة الفاعلية كالنجار للسرير ، والامور الذهنية اشارة الى العلة المادية ، كاقطاع الخشب للسرير.
وقوله «يتوصل بها الى أمر آخر» اشارة الى العلة الغائية ، فانه الغرض من الترتيب المذكور ، وذلك كالجلوس على السرير ، فانه الغرض من صنعة السرير ، فثلاثة منها بالمطابقة وواحد بالالتزام.
[تقسيم النظر الى الصحيح والفاسد]
قال : فان صحت المتقدمتان والترتيب فالنظر صحيح ، وإلا ففاسد.
أقول : لما كان ثبوت محمول المطلوب النظري لموضوعه غير بين بنفسه والا لما احتيج فيه الى النظر ، افتقرنا الى وجود علة لذلك الثبوت ، فيحصل من انضمامها الى موضوع المطلوب مقدمة [صغرى] ومن انضمامها الى محمول اخرى [مقدمة كبرى] فلا جرم يترتب (٢) النظر من مقدمتين.
ثم المقدمتان قد يكونان صحيحتين ، أى مطابقة لما عليه الامر في نفسه ، كقولنا الانسان حيوان ، وقد لا يكونان كقولنا الانسان جماد. وترتيب المقدمات قد يكون بحيث يؤدي الى المطلوب ، وذلك بأن يكون على هيئة شكل من الاشكال الاربعة من أحد ضروبها ، وقد يكون بحيث لا يؤدي ، كغير ذلك من أنواع التركيب (٣).
__________________
(١) فى «ن» : منه.
(٢) فى «ن» : يتركب.
(٣) فى «ن» : التراكيب.