التصورات أيضا. وعرفه بعضهم بأنه ترتيب علوم يتوصل بها الى علم آخر. وهو فاسد أيضا ، فانه ان عنى [به] العلم بمعنى اليقين لم يكن جامعا أيضا ، لخروج النظر في المقدمات الظنية والجهلية ، وان عنى [به] العلم الاعم ، كان مستعملا للفظ المشترك أو المجاز ، وكلاهما من أغاليط التعريف ، هكذا أورد المصنف على التعريف.
فلذلك عرفه بما يشمل الجميع وهو ترتيب أمور ذهنية يتوصل بها الى أمر آخر ، كقولنا العالم متغير ، وكل متغير محدث ، فالعالم محدث ، هذا في اليقين. وأما في الظن فكقولنا هذا غيم رطب وكل غيم رطب ممطر (١) فهذا ممطر. وأما الجهل فكقولنا العالم مستغن عن المؤثر وكل مستغن عن المؤثر قديم ، فالعالم قديم.
فالترتيب له معنيان : لغوي واصطلاحي ، أما اللغوي فهو جعل كل شيء في مرتبته. أما الاصطلاحي فهو جعل الاشياء المتعددة بحيث يطلق عليها اسم الواحد ، ويكون لبعضها الى بعض نسبة بالتقدم والتأخر.
والمراد بالامور هنا هو ما فوق الامر الواحد ، ليشمل المركب من مقدمتين ومن مقدمات وأجزاء التعريف أيضا ، كالجنس والفضل الذي يحصل من تصورهما الانتقال الى تصور الماهية.
والمراد بالذهنية أن صورها حاصلة في الذهن قوة قائمة بالنفس معدة لاكتساب العلوم.
فالترتيب جنس شامل للنظر وغيره من المركبات ، وبقيد «الذهنية» خرج الترتيب الواقع في الامور الخارجية كالاجسام وبقيد «التوصل الى أمر آخر»
__________________
(١) فى «ن» : وكل رطب فهو ممطر.