وعلله ، وتقريره : أن عليا عليهالسلام كان في غاية الذكاء والفطنة وقوة الحدس ، وشدة الحرص على التعلم واقتناء الفضائل ، وكان النبي صلىاللهعليهوآله الذي معلمه واستاذه أعلم الخلق وأحرصهم على ايصال العلم الى المتعلم ، وكان لعلي عليهالسلام معه ملازمة شديدة من حين الطفولية الى حين مفارقته صلىاللهعليهوآله للدنيا ، بحيث لا يفارقه وقتا من الاوقات الا أوقاتا يسيرة كان يبعثه فيها للجهاد.
ولا شك ولا ريب في أنه اذا كان المتعلم بهذه الصفة والمعلم بهذه النسبة مع شدة الملازمة بينهما ، فانه يكون أعلم الخلق بعد ذلك المعلم ، لحصول الشرائط بالنسبة الى القابل والفاعل ، فيحصل التأثير التام ، وهو ضروري ، فيكون علي عليهالسلام أفضل الخلق ، وهو المطلوب.
[قوله صلىاللهعليهوآله أقضاكم على]
قال : الثالث : قوله عليهالسلام «أقضاكم علي» (١) والقضاء يستلزم العلم والدين. وقوله عليهالسلام «أنا مدينة العلم وعلي بابها» (٢). واتفق المفسرون على أن قوله (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (٣) المراد به علي عليهالسلام.
أقول : الوجه الثالث (٤) على أنه أعلم ، وهو استدلال من حيث النص على ذلك ، وهو من وجوه :
__________________
(١) أخرجه الخوارزمى في المناقب : ٤٩ وكفاية الطالب. ١٩ وغير هما مما يطول ذكرها.
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٢٦ و ٢٢٦ وذخائر العقبى ٧٧ وغيرهما مما يطول ذكرها.
(٣) سورة الحاقة : ١٢.
(٤) وفي «ن» : الثانى وكذا بعده. وهو يناسب ما قبله من الشرح.