والاجود أن يقال : وقت كل شيء هو المقدار من الزمان الذي يقع فيه ذلك الشيء ، والزمان مقدار حركة السماء.
[حكم أجل المقتول لو لم يقتل]
قال : واختلفوا في المقتول لو لم يقتل : فقيل انه كان يعيش قطعا ، لانه لو كان يموت قطعا لكان الذابح غنم غيره محسنا إليه. وقيل : انه كان يموت قطعا ، لانه لو كان يعيش قطعا لزم انقلاب علمه تعالى جهلا.
والوجهان ضعيفان : أما الاول فلان الاساءة حصلت باعتبار تفويت العوض على الله تعالى. وأمّا الثاني فلجواز كون علم الحياة مشروطا بعدم القتل.
اقول : لا خلاف في أن الحيوان الذي يموت حتف أنفه أنه يموت بأجله وانما الخلاف فيمن يموت بسبب كالمقتول :
فقال البغداديون من المعتزلة : انه لم يمت بأجله ، وأنه لو لم يقتل لعاش قطعا ، واحتجوا : بأنه لو لم يجب أن يعيش لكان من ذبح غنم غيره محسنا الى صاحبه ، واللازم باطل ، فانه يستحق الذمّ من العقلاء على ذلك ويغرم قيمتها.
وقال أبو الهذيل والاشاعرة : انه مات بأجله ، وأنه لو لم يقتل لوجب أن يموت واحتجوا : بأنه لو لم يجب أن يموت لزم انقلاب علمه تعالى جهلا ، واللازم باطل فكذا الملزوم ، بيان الملازمة : أنه لو علم أنه يعيش وبالقتل فاتت حياته ، فيلزم انقلاب علمه تعالى جهلا ، وأيضا يلزم أن يكون القاتل قد قطع أجله ، وهو باطل ، لان خلاف معلوم الله تعالى محال ، ولا قدرة على المحال.