بين المنزلتين ، أي منزلة الايمان والكفر.
الثاني : الكفر وهو لغة الستر ، ومنه سمى الزراع (١) كافرا لانه يستر الحب تحت الارض ، واصطلاحا هو انكار ما علم ضرورة مجيء الرسول صلىاللهعليهوآله به. وقال القاضي هو الجحد بالله. وقالت المعتزلة : انه فعل القبيح والاخلال بالواجب.
فعلى هذا هل يكفر أحد من أهل القبلة أم لا؟ فعندنا لا يكفر أحد منهم ، اللهم اذا دافعوا النص على أمير المؤمنين عليهالسلام ، فانهم كفرة عند جمهور أصحابنا ، والمعتزلة الذين تقدموا على أبي الحسين كفروا الاشاعرة ، لقولهم بالصفات ونسبة الافعال الى الله تعالى ، وأما المشبهة فقد كفرهم الجمهور من الاشاعرة والمعتزلة ، وهو الحق لاعتقادهم أن واجب الوجود جسم وكل جسم محدث.
الثالث : الفسق لغة الخروج عن الشيء ، وسميت الفارة «فويسقة» لخروجها من بيتها. واصطلاحا الخروج عن طاعة فيما دون الكفر.
الرابع : النفاق وهو لغة ابطال الشخص خلاف ما يظهر ، ومنه «النافقا» وهو أحد حجري اليربوع يكتمها ويظهر غيرها ، وهو موضع ترفعه ، فاذا أتي من قبل [القاصعات] خربت النافقا برأسها فانفق أي خرج. واصطلاحا هو اظهار الايمان وابطان الكفر.
أعاذنا الله واياكم من الكفر والفسق والنفاق ، وختم لنا بالايمان اذا أزف لنا الفراق ، وصارت الاعمال قلائد في الاعناق. والآن نسأله أن يصلي على أطيب الاعراق ، وأشرف الخلق على الاطلاق ، محمد وآله الهادي الى مكارم الاخلاق ، وأن يجعل ما سطرناه حجة لنا يوم اللقاء ، وعدة نذخرها لوقت الجزاء
__________________
(١) فى «ن» : الزارع.