السماء ، والحكم على إحداهما بأنها (١) مقدورة دون الاخرى من دون تميزهما محال ، فالمعدوم متميز.
الثالث : انا نريد اللذات المعدومة ، ونكره الآلام المعدومة ، وما هو مراد متميز عما ليس بمراد.
وأما الكبرى : فلان تمييز الشيء عن غيره صفة له ، وثبوت الصفة فرع على ثبوت الموصوف.
والجواب : انا ننقض دليلكم اجمالا بالممتنعات ، كشريك الباري ، فانه معلوم وكل معلوم متميز ، فيكون ثابتا ، وأنتم لا تقولون به وكذا المركبات الممكنة المعدومة خارجا ، كالبحر من الزيبق والجبل من الياقوت ، فان دليلكم منطبق عليها ، مع أنكم توافقون على انتقائها خارجا.
وتفصيلا بأنا نقول : أي شيء تعنون بالتمييز الذهني أو الخارجي ، فان عنيتم الاول فمسلّم ، وان عنيتم الثاني فدليلكم لا يدل على ذلك ، فان العلم والقدرة والإرادة انما يستلزم التمييز في الذهن فقط ، والتمييز الذهني يستلزم الثبوت الذهني لا الخارجي.
[تقسيم الممكن الى الجوهر والعرض]
قال : الفصل الثاني في أقسام الممكنات الموجود الممكن : أما أن يكون متحيزا ، وهو الحاصل في مكان يشار إليه اشارة حسية بأنه هنا أو هناك لذاته ، وهو الجوهر وما يتركب منه أو حالا فيه وهو العرض.
أقول : هذه قسمة أخرى أخص مما تقدم ، لان موضوعها وهو الممكن أخص من المعلوم والموجود فلهذا أخرها. فقوله «الموجود» يحترز به عن المعدوم ،
__________________
(١) فى «ن» بكونهما.