عليه صادقا ، وهو المطلوب.
الثاني : أنا نعلم ضرورة بأنه لو ادعى شخص في حضرة بعض الملوك أنه وكيله أو رسوله ، ثم قال : يا أيها الملك أن الدليل على صدقي أن تفعل فعلا معينا في هذا الوقت أو في غيره من الاوقات المعينة مما لم تجر عادتك به بأن تضع عمامتك عن رأسك أو تنزل عن فراشك (١) ، ثم ان الملك فعل ذلك الفعل الذي طلبه رسوله أو وكيله ، فان الحاضرين يضطرون الى تصديقه في الذي قال ، كذلك النبي صلىاللهعليهوآله في ادعاء الرسالة عن الله تعالى ، وفعل الله تعالى له ما فعل من المعجزات ، فيكون صادقا في دعواه ، فيكون نبيا حقا وهو المطلوب.
احتجاج اليهود على عدم نسخ نبوة موسى (ع)
قال : واحتجاج اليهود : بأن النسخ باطل ، لان المكلف به ان كان مصلحة استحال نسخه ، والا استحال الامر به. وبأن موسى عليهالسلام قال : «تمسكوا بالسبت أبدا» (٢). وبأن موسى عليهالسلام ان بين دوام شرعه استحال نسخه ، وان بين انقطاعه وجب نقله ، وان لم يبين شيئا اكتفى من شرعه بالمرة.
وهو (٣) باطل ، لان الاوقات مختلفة في المصالح ، فجاز النسخ لتغير (٤) المصلحة. وقول موسى عليهالسلام غير معلوم ، والتواتر قد انقطع ، لان بخت نصر قتل اليهود الا من شذ. سلمنا ، لكن لفظ «التأبيد» لا ينافي في النسخ ،
__________________
(١) فى «ن» : فرسك.
(٢) هذا المضمون في التوراة ، سفر الخروج ، الاصحاح العشرين ٨ ـ ١٢.
(٣) لم تثبت في المطبوع من المتن.
(٤) فى «ن» : لتغاير.