والجواب من وجهين : الاول : انا نمنع التوقف على الشعاع والانطباع وقد تقدم.
الثاني : ان ذلك ان سلمنا توقفه فهو في الشاهد ، أما في الغائب فلا ، فجاز أن يكون في الغائب بمعنى آخر.
[تحقيق حول اثبات التكلم للبارى تعالى]
قال : البحث السابع في أنه تعالى متكلم : أجمع المسلمون على واختلفوا في معناه : فالمعتزلة أنه تعالى أوجد حروفا وأصواتا في بعض الاجسام تدل على المعاني المطلوبة يعبر الله تعالى عنها. والاشعرية أثبتوا معنى قائما بذاته تعالى قديما مغايرا للحروف والاصوات ، تدل عليه العبارات.
وهو واحد ، ليس بأمر ولا نهي ولا خبر ولا نداء ، ويسمى «الكلام النفساني».
ويدل على ثبوت الكلام بالمعنى الاول ما تقدم من أنه تعالى قادر على كل مقدور ، والقرآن ولا دور ، ولا مكان الاستدلال على النبوة بغير القرآن من المعجزات ، أو به لا من حيث أنه مستند الى الله تعالى.
والمعتزلة بالغوا في انكار ما ذهب إليه الاشاعرة ومنعوا من تعقله أولا ، ثم من وحدته. ثم من مغايرته للامر والنهي والخبر ، وغير ذلك من أساليب الكلام.
أقول : هذه الصفة أيضا ممّا خالف فيها الحكماء ، لتوقفها على الآلة الجسمانية ، وعدم دليل عقلي يدل على غير ذلك. واتفق المسلمون على اتصافه تعالى بها ، لورود ذلك في النقل ، ثم اختلفوا في تفسير ذلك :
فقالت المعتزلة : معنى كونه متكلما أنه أو جد حروفا وأصواتا في أجسام