[تعريف الرائحة وأنواعها]
قال : الرابع ـ الروائح : وليس لانواعها أسماء بإزائها ، بل اما من جهة الموافقة أو المخالفة ، كما تقول «رائحة طيبة أو نتنة» (١) أو من جهة المحل كرائحة المسك.
وهي كيفيات تدرك بالشم : اما بتحلل شيء من أجزاء ذي الرائحة ووصوله الى الخيشوم ، أو بانفعال الهواء المتوسط بين ذي الرائحة والخيشوم بكيفية ذي الرائحة.
أقول : من الاعراض العامة الروائح ، وهي كيفيات تدرك بالشم ، وسيأتي تحقيق ماهيته فيما بعد. والرائحة جنس لانواع كثيرة ، لكن ليس لتلك الانواع أسماء بإزائها ، فانه لا يجب أن يوضع لكل معنى لفظ ، والّا لزم عدم تناهي الالفاظ ، اذ المعاني غير متناهية وتحقيقه فى الاصول ، بل لما تشتد الحاجة إليه. وهنا يحصل فهمها من وجوه :
الاول : باعتبار ملائمتها للمزاج ومخالفتها له ، فيقال للملائم : رائحة طيبة ، ولغيره رائحة خبيثة أو منتنة ، والملائمة والمخالفة أمر إضافي تختلف بحسب اختلاف المنسوب إليه ، بحيث يكون الشيء طيبا بالنسبة الى شخص دون آخر.
الثاني : من جهة طعوم تضاف إليها ، فان بعض الروائح قد يحصل له طعم حلو فيقال : رائحة حلوة ، وطعم حامض فيقال : رائحة حامضة.
الثالث : من جهة اضافتها الى محلها ، كما يقال : رائحة المسك ورائحة الكافور ، وحينئذ لا يكون ثمة حاجة الى الوضع.
__________________
(١) فى المطبوع من المتن : منتنة.