يكون مسموعا ، اذ الضروري غير قابل للتشكيك.
وأما من حيث التفصيل فنقول : أما الوجه الاول فنجيب عنه بوجهين :
الاول : ان الوجود غير قابل لتلك القسمة المفروضة ، فان انقسام الشيء الى نفسه والى غيره محال ، فانه [كما] لا يقال السواد اما سواد واما بياض ، فكذا هنا لا يقال الوجود اما موجود أو معدوم ، واذا بطل التقسيم المذكور بطل ما ذكر تموه.
الثاني : انا نختار أن الوجود موجود ، قلتم : فيكون له وجود. قلنا : لا نسلم ، بل وجود الوجود عينه ، ولا يلزم حينئذ تسلسل. ومثاله في الحس أن يقال : الضوء أما مظلم أو مضيء ، فان كان مظلما لزم اتصاف الشيء بنقيضه ، وان كان مضيئا لزم أن يكون للضوء ضوء آخر.
فيقال في الجواب : ان الضوء مضيء بنفسه ، لا باعتبار ضوء آخر.
وأما الوجه الثاني : فيجاب عنه بوجهين :
الاول : انا نختار أن اللونية موجودة في الذهن ، فانها كلية والكلي ثابت ذهنا كما يجيء.
الثاني : سلمنا أنها موجودة في الخارج ، ولا يلزم المحال ، اذ العرض يقوم بالعرض كالبطء والسرعة القائمين بالحركة ، وسيأتي تحقيقه.
[تقسيم كل من الموجود والمعدوم الى الخارجى
والذهنى وبيانهما]
قال : والموجود أما أن يكون ذهنيا لا غير كالاشياء المتصورة في الذهن المنفية في الخارج ، كما نتصور جبلا من ياقوت أو (١) بحرا من زيبق ، وأما أن
__________________
(١) وفى المطبوع من النهج : و.