في الذهن [لا غير] ، فاما أن لا يصح وجودها في الخارج البتة فذلك كشريك الباري ، أو يصح وجودها فذلك كجبل من ياقوت وبحر من زيبق ، فانه ليس في الخارج شيء من أفراد هذا الكلي ، أو يكون لها وجود في الخارج ، فاما أن يكون ذلك الموجود في الخارج واحدا أو كثيرا ، فان كان واحدا ، فامّا مع امتناع عدمه فكالجواب تعالى ، أو مع امكانه فكالشمس.
وان كان كثيرا فاما أن يكون متناهيا في العدد فكالكواكب [السيارة ، فانه منحصر في الكواكب] السبعة المشهورة وهي عدد متناه ، أو يكون غير متناه فذلك كالنفس الناطقة عند من يقول بحدوث النفس وأبدية العالم.
[تقسيم الكلى الى الذاتى والعرضى والانواع الخمسة]
قال : والكلي اما نوع ان كان نفس الحقيقة كالانسان ، أو جنس ان كان جزؤها المشترك كالحيوان ، أو فصل ان كان جزؤها المميز كالناطق ، أو خاصة ان كان خارجا عنها مختصا بها كالضاحك ، أو عرض عام ان كان خارجا عنها مشتركا بينها وبين غيرها كالماشي. ويقال للثلاثة الاول الذاتي ، وللاخيرين العرضي.
أقول : هذا تقسيم آخر للكلي بالنظر الى نسبته الى حقيقة أفراده ، وتقريره أن نقول: الكلي لا بد له من أفراد والافراد لا بد لها من حقيقة ، فاما أن يكون ذلك الكلي نفس حقيقة أفراده أو جزئها أو خارجا عنها.
فان كان الاول أي يكون نفسها فهو النوع كالانسان ، فان نفس ماهية زيد وعمرو وبكر وغيرها (١) ، وهي انما تزيد عليه بالعوارض الشخصية من الاين والوضع والكيف وأمثالها ، ويرسم بأنه الكلي المقول على كثيرين متّفقين بالحقيقة في جواب ما هو.
__________________
(١) وأمثالها خ ل.