الصرفة ، فاذا وجدت الصرفة وحصل المنع وجب أن يجدوا ذلك من أنفسهم ضرورة ، وأن يحصل لهم فرق بين حالتي القدرة والمنع ، لانا نعلم ضرورة أن [كل] من كان له علم أو قدرة حاصلان فانه يكون عالما بحصولهما ، فاذا سلبا عنه وجد ذلك من نفسه ، ولو وجدوا ذلك من أنفسهم وجب أن يتحدثوا به (١) في مجالسهم ومع أصحابهم ، ولو تحدثوا به لاشتهر ذلك وذاع وتواتر لانه من الامور العجيبة التي تتواتر (٢) الدواعي على نقلها ، وكل واحدة من هذه المقدمات ضرورية لمن عرف العوائد وجربها ، ولما لم يقع شيء من ذلك كان القول بالصرفة باطلا.
الثاني : لو كان الاعجاز من جهة (٣) الصرفة لوجب أن يكون القرآن في غاية الركاكة ، واللازم باطل فالملزوم مثله ، بيان الملازمة : أن منعهم عن معارضته على تقدير ركاكته أبلغ في الاعجاز مما لو كان بالغا في الفصاحة ، وهو ضروري ، وأما بطلان اللازم فظاهر ، فيبطل الملزوم وهو المطلوب.
[اثبات نبوة نبينا محمد صلىاللهعليهوآله]
قال : البحث الرابع ـ في اثبات نبوة نبينا محمد صلىاللهعليهوآله :
ويدل عليه أنه ظهر على يده المعجزة عقيب الدعوى ، فيكون رسولا حقا.
أما ظهور المعجزة على يده : فلانه ظهر على يده القرآن ، وهو معجز لانه تحدى به العرب فعجزوا عن معارضته ، وانقاد بعضهم الى تصديقه ، وبعضهم الى المحاربة والقتل ، مع أن المعارضة ـ لو أمكنت ـ أسهل ، ولانه ظهر
__________________
(١) فى «ن» : بذلك.
(٢) فى «ن» : يتوفر.
(٣) فى «ن» : بسبب.