وقال النظام والسيد المرتضى : انه (الصرفة) بمعنى أن الله تعالى صرف العرب عن معارضته ، وهذا يحتمل ثلاثة أمور الاول : انه سلبهم القدرة. الثاني : أنه سلبهم الداعية. الثالث : أنه سلبهم العلوم التي كانوا يتمكنون بها من المعارضة. وهذا الاخير اختاره السيد كما نقل عنه ، وتوقف سديد الدين سالم بن عزيزة في هذا المقام.
وقال المحقق في تجريده : الكل محتمل.
واعلم أن المصنف ذكر هنا دليل من قال بالصرفة ومن قال بالفصاحة فلنقررهما :
فنقول : احتج السيد ومن قال بقوله : بأنه لو لم يكن الاعجاز للصرفة بل للفصاحة ، لكان اعجازه اما من حيث ألفاظه المفردة ، أو من حيث الهيئة التركيبية أو من حيث ألفاظه والهيئة التركيبية معا.
والاقسام الثلاثة بأسرها باطلة. فاعجازه بسبب الفصاحة باطل ، فيكون للصرفة ، اذ ما عداها من الاقوال ضعيف جدا.
وانما قلنا ذلك لان العرب كانوا قادرين على المفردات وعلى التركيب ، ومن كان قادرا على المفردات وعلى التركيب كان قادرا عليهما معا ضرورة ، فثبت حينئذ أن العرب كانوا قادرين على المعارضة ، وانما منعوا منها ، فيكون [المنع] هو المعجز.
وفي هذا نظر : لانا نمنع أن من قدر على المفردات على حدة ، أو على التركيب على حدة يكون قادرا على الجمع بينهما ، لجواز أن يكون الجمع بينهما مشتملا على حالة ليست للافراد ، وذلك هو محل النزاع.
احتج القائلون بالفصاحة ، على فساد القول بالصرفة بوجهين :
الاول : أن الاعجاز لو كان للصرفة لكانوا قادرين على الاتيان بمثله قبل