[قول النبي صلىاللهعليهوآله لعلى أنت منى بمنزلة هارون من موسى]
قال : الخامس ـ قوله عليهالسلام المتواتر «أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي» (١).
والمنزلة هنا للعموم ، والا لما صح الاستثناء منها. ومن جملة منازل هارون أنه لو عاش بعد موسى لكان خليفة ، لانه كان خليفة له حال حياته بقوله (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) (٢) فيكون كذلك بعد وفاته ، والا لكان معزولا عن تلك الولاية ، فيكون غضا من منصب النبوة. ولانه كان رسولا مفترض الطاعة ، فلو عاش وجب عليهم طاعته.
أقول : هذا هو الوجه الخامس من دلائل إمامته عليهالسلام ، ومضمونه أن النبيصلىاللهعليهوآله قال لعلي عليهالسلام لما خرج الى تبوك وخلف عليا في المدينة ، فخرج لوداعه وقال : اني لم أتخلف عنك في غزاة قط ، فقال له : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي (٣). وقال له ذلك أيضا في غير ذلك من المواطن.
ووجه الاستدلال به على إمامته يتوقف على مقدمات :
الاولى : تصحيح الخبر ، وهو أيضا مما لا شك في تواتره عند المخالف والمؤالف ، فالمخالف استدل به على فضيلته ، والمؤالف على إمامته ، وقد خرج
__________________
(١) رواه في الطرائف عن طرق مختلفة : ص ٥١ ـ ٥٤ ، وقد أخرجنا في ذيل تلك الصفحات مصادره عن كتب الفريقين ، وكذا مواطن تلك المقالة عن النبي (ص).
(٢) سورة الاعراف : ١٤٢.
(٣) رواه أحمد في مسنده : ٣ / ٣٢ و ٥٦ و ٧٤ و ٨٨ و ٩٤ و ٣٣٨. و ١ / ١٧٠ و ١٧٣ و ٢٣٠ و ٦ / ٤٣٨. وابن المغازلى في المناقب : ٣٣ و ٣٤.