المشاجرة التي جرت بين علي عليهالسلام وزيد بن حارثة ، وذلك أن عليا عليهالسلام قال لزيد اني مولاك كما أن رسول الله صلىاللهعليهوآله مولاك ، بمعنى ولاء الارث ، فأنكر زيد ذلك ، فأراد رسول الله صلىاللهعليهوآله يصدق عليا عليهالسلام بهذا الحديث.
قلت : هذا كلام باطل ، وذلك لان زيدا قتل في سرية مؤتة سنة ثمان من الهجرة ، وهذا الكلام كان في حجة الوداع سنة عشر من الهجرة ، فأين أحدهما من الاخر.
الثالث : أن مقدمة الخبر ولواحقه ومتنه تدل على ما قلناه. أما المقدمة فهو أن رسول الله صلىاللهعليهوآله مهد قاعدة لهذا المعنى بقوله «ألست أولى منكم بأنفسكم» ثم عطف عليه بالفاء بقوله «فمن كنت مولاه» الى آخره ، فدل على أن المراد بالمولى هو الاولى ، والا لم يكن لتقديم تلك المقدمة والعطف عليها فائدة ، لان ايراد اللفظ المشترك لا مع القرينة الغاز ، وهو غير لائق بالنبي (ص).
وأما لواحقه فهو أن الصحابة في ذلك المقام هنئو العلي عليهالسلام بذلك والتهنئة بغير هذا المعنى غير مستحسنة ، بل ولا شيء من غير هذا يوجب له التهنئة أصلا ، هذا مع أن عمر صرح بذلك في تهنئته بقوله «بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة»(١).
وأما متنه فهو أن عليا عليهالسلام احتج به على العموم مرارا متعددة ، منها يوم الشورى ولم يرد عليه أحد بأنه لا دليل فيه على مرادك ، فدل على أن القوم فهموا معناه (٢) ، وهو المطلوب ، واذا ثبت أنه أولى بالتصرف فينا كان هو الامام ، اذ لا نعني بالامام الا ذلك.
__________________
(١) راجع الطرائف : ١٤٧.
(٢) فى «ن» : فهموا منه ما قلناه.