يكون خارجيا.
أقول : لما فرغ من قسمة المعلوم شرع في قسمة أخرى أخص من الاولى بحسب المفهوم ، وان كانت متساوية لها في العموم ، وذلك لان قوله «والموجود» الى آخره : أما أن يعني به الخارجي ، فلا يصح انقسامه الى الذهني والخارجي والا لزم انقسام الشيء الى نفسه والى غيره ، أو يعني به المطلق ، فيكون مساويا للمعلوم في الصدق ، وهو المطلوب.
لكن يرد على المصنف أنه جعله قسما للمعدوم ، مع أن المعدوم قسما منه ، فيلزم أن يكون قسيم الشيء قسما له ، وهو باطل وانما قلنا انه جعله قسما للمعدوم لانه قسم المعدوم بعد ذلك ، كما يجيء.
اذا عرفت هذا فاعلم أن الموجود بالنسبة الى الذهن والخارج على ثلاثة أقسام :
الاول : أن يكون موجودا فيهما ، كالامور الخارجية اذا تصورناها في الذهن كما اذا تصورنا صورة السماء وأفلاكها.
الثاني : أن يكون موجودا في الخارج لا غير ، كالاشياء الخارجية اذا لم نتصورها.
الثالث : أن يكون ذهنيا لا غير ، كالاشياء المتصورة في الذهن المنفية في الخارج ، كما اذا تصورنا جبلا من ياقوت أو بحرا من زيبق ، فان ذلك موجود في الذهن ، وأما في الخارج فليس له تحقق.
وكذا نقول في المعدوم ، اما معدوم فيهما كشريك الباري اذا لم نتصوره ، أو معدوم في الذهن خاصة ، كالاشياء الخارجية اذا لم نتصورها ، أو معدوم في الخارج ، كالصور الذهنية غير الموجودة في الخارج.