على يده أفعال خارقة للعادة : كانشقاق القمر ، ونبوع الماء.
وكل من ظهر على يده المعجزة فهو نبي ، لان العلم الضروري حاصل بأن من ادعي رسالة ملك ، وطلب من الملك أن يخالف عادته تصديقا له ، فخالف الملك عادته مرة بعد أخرى عقيب طلب رسوله منه ، فانه صادق في دعواه. كذلك النبي عليهالسلام لما ادعي الرسالة وأظهر المعجزات ـ كالقرآن وانشقاق القمر وغيرهما ـ فانا نعلم بالضرورة صدقه.
أقول : لما فرغ من تعريف النبوة وأحكامها : شرع في تعيين النبي ، وهو المسمى بمطلب «من» أي من النبي؟ فنقول : نبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم صلوات الله عليه وآله ، لانه ادعى النبوة ، وظهر المعجز على يده ، وكل من كان كذلك فهو نبي ، ينتج : أن محمدا المذكور نبي.
أما الصغرى : فقد اشتملت على دعويين : الاولى : أنه ادعى النبوة وذلك أمر ضروري لا يسع عاقل (١) انكاره. الثانية : أنه ظهر على يده المعجز وذلك أيضا من وجهين:
الاول : أنه ظهر على يده القرآن ، [والقرآن] ، معجز ، أما أنه ظهر على يده القرآن فظاهر ، خصوصا مع اشتماله على ذكر اسمه في وقائعه وأحواله وغزواته ، وذلك مما لا يرتاب في كونه معجزة له. وأما أن القرآن معجز فلانه تحدى به العرب العرباء ومصاقع الخطباء وأهل البلاغة والفصاحة فعجزوا عن معارضته ، فيكون معجزا.
أما أنه تحداهم فللآيات الدالة على ذلك ، كقوله تعالى (فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) (٢) وقوله (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا
__________________
(١) فى «ن» : عاقلا.
(٢) سورة الهود : ١٣.