أقول : من دلائل أفضليته كونه أكرم الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهو أيضا بيّن ، فانه نقل أنه عمل بيده عدة حدائق وتصدق بها ، وآثر بقوته وقوت عياله ثلاثة أيام : المسكين واليتيم والاسير ، وأنزل الله في حقه سورة «هل أتى» دليل على أفضليته وأفضلية زوجته وأولاده وعصمته ، والقضية مشهورة (١).
وكان معه أربعة دراهم فتصدق بدرهم سرا وبدرهم علانية وبدرهم ليلا وبدرهم نهارا ، فأنزل في حقه (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٢).
وتصدق بجملة ماله مرارا ، حتى أنه لم يبق معه شيء ، وكان يعمل بالاجرة ويتصدق بها ، ويشد على بطنه الحجر.
قال الشعبي : كان علي عليهالسلام أسخى الناس ، كان الخلق الذي يحبه الله ورسوله ، السخاء والجود ، ما قال لسائل «لا» قط.
وقال معاوية : لو يملك علي بن أبي طالب بيتا من تبن وبيتا من تبر لا نفق تبره قبل تبنه. وكان يكنس بيت المال ويصلي فيه ويقول : يا صفراء ويا بيضاء غري غيري. (٣) ولم يخلف ميراثا وكانت الدنيا تحمل إليه.
واذا كان أكرم الناس كان أفضل ، وهو المطلوب.
__________________
(١) راجع القصة الطرائف : ١٠٧ ـ ١١٠ وأخرجنا فى ذيله مداركه عن طرق العامة.
(٢) سورة البقرة : ٢٧٤.
(٣) راجع احقاق الحق : ٨ / ٢٦٤.