والانقاذ منهما اعظم النعم ، فلذلك خصه بالذكر ابتداءً.
ثم أردف (١) بذكر كليات نعمه اجمالا ، وهو أنه أرشد الى سبيل الصواب فى المعاش وهي دار الدنيا ، والمآل وهي دار الآخرة.
و «المرشد» هو الذي يحصل منه الرشاد ، وهو وجدان ما يوصل الى المطلوب.
و «السبل» (٢) هى الطرق ، والصواب هو المطابق لما في نفس الامر ، وتلك الطرق اما علمية ، محضة ، كالاعتقادات الحقة (٣) من التوحيد والعدل والنبوة والامامة ، واما علمية كالعلم بالعبادات الخمس ، والعلم بكيفية المعاملات والاحكام ، وغير ذلك مما يتم به انتظام أحوال النوع الانساني في الدنيا والآخرة كالشرعيات. فالقسم الاول يعلم بعلم الكلام الذي نحن بصدده (٤) وتقرير مباحثه ، والقسم الثاني يحصل بعلم الفقه.
ولما كان هذا الارشاد المذكور يحصل بواسطة النبي صلىاللهعليهوآله ، كان له علينا نعم تستدعي الشكر عليها ، فعقب الحمد بذكر الصلاة عليه.
و «الصلاة» هنا من الله تعالى بمعنى الرحمة ، ومن الملائكة الاستغفار ، ومن الآدميين الدعاء. واللام فيه لاستغراق الجنس ، اذ لها أفراد متعددة كما ترى. وسمي محمدا ، لكثرة خصالة المحمودة ، وتحليته بالكمالات العلمية والعملية.
و «المعصوم» المتصف بالعصمة ، وهي لغة المنع ، واصطلاحا هي عبارة
__________________
(١) وفى «ن» أردفه.
(٢) كذا فى نسخة الاصل وهو يوافق ما فى المطبوع من المتن ، ويغاير ما ذكر أولا ، وفى «ن» السبيل.
(٣) وفى «ن» : الحقية.
(٤) وفى «ن» : بصدد تقرير.