قوله «والواحد بالنوع كثير بالشخص» الخ ، لان النوع لا بد له من أشخاص ، لانه المقول على كثيرين متفقين بالحقيقة.
ثم تلك الاشخاص قد تكون ذهنية لا غير كالعنقاء (١) ، وقد تكون خارجية وذهنية ، فالخارجية قد تكون واحدا لا غير كالشمس ، فان نوعه منحصر في شخصه خارجا ، وقد تكون أكثر كالانسان وغيره من الانواع. والواحد بالجنس كثير بالنوع ، لان الجنس لا بد له من أنواع ، لانه المقول على كثيرين مختلفين بالحقيقة.
قوله «والواحد بالشخص» الخ اعلم أن الواحد بالشخص اما أن يصح عليه الانقسام أو لا ، فان كان الاول فاما أن يصح الانقسام لذاته وهو المقدار ، وهو عرض يقبل القسمة لذاته.
والقسمة هي امكان أن نفرض فيه شيء غير شيء آخر كالابعاد الثلاثة ، فانه يمكن أن نفرض مع كل واحد منها طرف غير طرف آخر ، ويصح عليه الانقسام لغيره كالجسم الطبيعي ، فانه ينقسم لانقسام الابعاد القائمة به.
فالجسم على قسمين : تعليمي وطبيعي. فالتعليمي هو نفس المقادير الثلاثة أعني الطول والعرض والعمق ، وانما سمي تعليميا لانه انما يبحث عنه أهل التعاليم ، أعني أصحاب العلوم الرياضي. والطبيعي هو محل هذه المقادير ، وسمي طبيعيا لان جسميته بالنظر الى طبيعته.
وان كان الثاني : فأما أن يكون ذا وضع ، أي يمكن أن يشار إليه اشارة حسية أو لا يكون. فالاول كالنقطة ، فانها طرف الخط الموجود المشار إليه ، فتكون موجودة مشار إليها. والثاني كالنفس الناطقة عند من يثبت تجردها.
ومن جملة أقسام الواحد الوحدة ، فان الواحد هو ما لا ينقسم ، فاما أن لا
__________________
(١) العنقاء : طير عظيم معروف الاسم مجهول الجسم.