ابن القاسم ، حدّثنا محمّد بن عليّ الكوفيّ ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إنّ أسقف نجران دخل على أمير المؤمنين عليهالسلام فجرى ذكر أصحاب الأخدود ، فقال عليهالسلام : بعث الله نبيّا حبشيّا إلى قومه وهم حبشة ، فدعاهم إلى الله تعالى ، فكذّبوه وحاربوه وظفروا به وخدّوا أخدودا ، وجعلوا فيها الحطب والنار.
فلمّا كان حرّا قالوا لمن كان على دين ذلك النبيّ عليهالسلام : اعتزلوا وإلّا طرحناكم فيها ، فاعتزل قوم كثير ، وقذف فيها خلق كثير ، حتّى وقعت امرأة ومعها ابن لها ابن شهرين ، فقيل لها : إمّا أن ترجعي وإمّا أن تقذفي في النار ، فهمّت أن تطرح نفسها في النار ، فلمّا رأت ابنها رحمته ، فأنطق الله تعالى الصبيّ وقال : يا أمّاه ، ألق نفسك وإيّاي في النار ، فإنّ هذا في الله قليل (١).
[٣٥٠ / ٦] ـ وتلا عند الصادق عليهالسلام رجل : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ)(٢) فقال : قتل أصحاب الأخدود (٣).
[٣٥١ / ٧] ـ وسئل أمير المؤمنين عليهالسلام عن المجوس أيّ أحكام تجري فيهم؟
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٣٩ / صدر الحديث ٢ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٥٠٤.
وورد نحوه في المحاسن ١ : ٢٤٩ / ٢٦٢ وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٤٠ / ٥ وتفسير نور الثقلين ٥ : ٥٤٤ / ٢٤.
(٢) البروج : ٤.
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٣٩ / قطعة من الحديث ٢.
قال الطوسيّ في التبيان ١٠ : ٣١٦ : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) معناه لعن ، وقيل : لعنوا بتحريقهم في الدنيا قبل الآخرة ، وقال الجبّائيّ : يحتمل أن يكون المعنى بذلك القاتلين ، ويحتمل أن يكون المقتولين ، فإذا حمل على القاتلين ، فمعناه لعنوا بما فعلوه من قتل المؤمنين ، وإن حمل على المقتولين ، فالمعنى أنّهم قتلوا بالإحراق بالنار.
وقال العلّامة المجلسيّ في البحار ص ٤٤٠ : لعلّ الصادق عليهالسلام قرأ (قتل) على بناء المعلوم ، فالمراد بأصحاب الأخدود الكفّار ، كما هو أحد احتمالي القراءة ، ولم ينقل في الشواذّ.