فقال عليّ عليهالسلام : سل ، قال : أخبرني عن قوم كانوا في أوّل الزمان ، فماتوا ثلاثمائة وتسع سنين ثمّ أحياهم الله ، ما كان قصّتهم؟ فابتدأ عليّ وأراد أن يقرأ سورة الكهف ، فقال الحبر : ما أكثر ما سمعنا قرآنكم ، فإن كنت عالما فأخبرنا بقصّة هؤلاء وبأسمائهم وعددهم واسم كلبهم ، واسم كهفهم ، واسم ملكهم ، واسم مدينتهم.
فقال عليّ عليهالسلام : لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم ، يا أخا اليهود ، حدّثني حبيبي (١) محمّد صلىاللهعليهوآله أنّه كان بأرض الروم مدينة يقال لها : أقسوس ، وكان لها (٢) ملك صالح ، فمات ملكهم ، فاختلفت كلمتهم ، فسمع (٣) ملك من ملوك فارس يقال له : دقيانوس (٤) ، فسار (٥) في مائة ألف حتّى دخل مدينة أقسوس ، فاتّخذها دار مملكته واتّخذ فيها قصرا طوله فرسخ في عرض فرسخ ، واتّخذ في ذلك القصر مجلسا طوله ألف ذراع في عرض مثل ذلك من الزجاج (٦) الممرّد ، واتّخذ في ذلك المجلس أربعة آلاف أسطوانة من ذهب ، واتّخذ ألف قنديل من ذهب لها سلاسل من اللّجين تسرج بأطيب الأدهان ، واتّخذ في شرقيّ المجلس ثمانين كوّة (٧) ، وكانت الشمس إذا طلعت طلعت في المجلس كيف ما دارت.
واتّخذ فيه سريرا من ذهب (٨) له قوائم من فضّة مرصّعة بالجواهر ، وأعلاه (٩) بالنمارق ، واتّخذ من يمين السرير ثمانين كرسيّا من الذهب مرصّعة بالزبرجد
__________________
(١) قوله : (حبيبي) لم يرد في «ص» «م».
(٢) في «ر» «س» : (لهم) بدلا من : (لها).
(٣) في البحار زيادة : (بهم).
(٤) في «ر» «س» «ص» : (دقيوس) ، والمثبت من «م» ، والبحار.
(٥) في «ر» «س» «ص» ، والبحار : (فأقبل).
(٦) في البحار : (الرخام).
(٧) في البحار زيادة : (ولغربيّه كذلك).
(٨) في البحار زيادة : (طوله ثمانون ذراعا في عرض أربعين ذراعا).
(٩) في «م» والبحار : (علاه).