[٣٦٩ / ٢] ـ وقال الباقر عليهالسلام : إنّها بشّرت بعيسى عليهالسلام فبينا هي ذات يوم في المحراب إذ تمثّل لها الروح الأمين بشرا سويّا ، قالت : إنّي أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيّا ، قال : إنّما أنا رسول ربّك لأهب لك غلاما زكيّا.
فتفل في جيبها ، فحملت بعيسى عليهالسلام فلم تلبث أن ولدت ، وقال : لم تكن على وجه الأرض شجرة إلّا ينتفع بها ، ولا ثمرة ولا شوك لها ، حتّى قالت فجرة بني آدم كلمة السوء. فاقشعرّت الأرض وشاك الشجرة ، وأتى إبليس تلك الليلة ، فقيل له : قد ولد الليلة ولد لم يبق على وجه الأرض صنم إلّا خرّ لوجهه ، وأتى المشرق والمغرب يطلبه ، فوجده في بيت دير قد حفّت به الملائكة ، فذهب يدنو فصاحت به الملائكة : تنحّ ، فقال لهم : من أبوه؟
فقالت : فمثله كمثل آدم. فقال إبليس : لأضلّنّ به أربعة أخماس الناس (١).
[٣٧٠ / ٣] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا عبد الله ابن جعفر الحميريّ ، عن أحمد بن محمّد ، حدّثنا الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب الخرّاز (٢) ، عن زياد بن سوقة ، عن الحكم بن عيينة قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : لمّا قالت العواتق الفرية ـ وهي سبعون ـ لمريم عليهاالسلام : لقد جئت شيئا فريّا ، أنطق الله تعالى عيسى عليهالسلام عند ذلك ، فقال لهنّ : ويلكنّ (٣) تفترين على أمّي ، أنا عبد الله
__________________
ـ وورد قريب منه في تفسير العيّاشيّ ١ : ١٧٠ / ٣٨ : عن حريز ، عن أحدهما عليهماالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٠٤ / ٢٠. وقال العلّامة المجلسيّ ذيل الخبر أعلاه : لا يخفى ما في هذا الخبر من الشذوذ والغرابة والمخالفة لسائر الأخبار والآثار.
(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢١٥ / ١٤ وفي قصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٥٨ (قطعة منه).
(٢) في النسخ : (الخزّاز) ، والصواب ما أثبتناه ، وهو إبراهيم بن عيسى ، أبو أيّوب الخرّاز ثقة كبير المنزلة (لاحظ : رجال النجاشي : ٢٠ / ٢٥ ، خلاصة الأقوال ٥٠ / ١٣ ، رجال ابن داود : ٣٢ / ٢٧).
(٣) قوله : (ويلكنّ) لم يرد في نسخة «ص» «م».