عَلَيْكُمْ)(١) وأمر عيسى عليهالسلام من معه ممّن تبعه من المؤمنين أن يؤمنوا بشريعة التوراة وشرايع جميع النبيّين والإنجيل (٢).
قال : ومكث عيسى عليهالسلام حتّى بلغ سبع سنين أو ثمانيا ، فجعل يخبرهم بما يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم ، فأقام بين أظهرهم يحيي الموتى ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، ويعلّمهم التوراة ، وأنزل الله تعالى عليه الإنجيل لمّا أراد أن يتّخذ عليهم حجّة.
وكان يبعث إلى الروم رجلا لا يداوي أحدا إلّا برئ من مرضه ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، حتّى ذكر ذلك لملكهم ، فأدخل عليه ، فقال : أتبرئ الأكمه والأبرص؟ قال : نعم ، قال : فأتى بغلام منخسف الحدقة لم ير شيئا قطّ ، فأخذ بندقتين فبندقهما ، ثمّ جعلهما في عينيه ودعا فإذا هو بصير ، فأقعده الملك معه وقال : كن معي ولا تخرج من مصري ، وأنزله معه بأفضل المنازل.
ثمّ إنّ المسيح عليهالسلام بعث آخر وعلّمه ما به يحيي الموتى ، فدخل الروم وقال : أنا أعلم من طبيب الملك ، فقالوا للملك ذلك ، قال : اقتلوه ، فقال الطبيب : لا تقتله أدخله ، فإن عرفت خطأه قتلته ولك الحجّة ، فأدخل عليه ، فقال : أنا أحيي الموتى ، فركب الملك والناس إلى قبر ابن الملك (٣) مات في تلك الأيّام ، فدعا رسول المسيح عليهالسلام وأمّن طبيب الملك الذي هو رسول المسيح عليهالسلام أيضا الأوّل ، فانشقّ القبر فخرج ابن الملك ، ثمّ جاء يمشي حتّى جلس في حجر أبيه ، فقال : يا بنيّ ، من أحياك؟
__________________
(١) آل عمران : ٥٠.
(٢) إلى هنا ورد في تفسير العيّاشيّ ١ : ١٧٥ / ٥٢ باختلاف يسير عن محمّد الحلبيّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٣٤ / ٤ وتفسير الصافي ١ : ٣٣٩ وتفسير نور الثقلين ١ : ٣٤٤ / ١٥١.
(٣) في البحار زيادة : (وكان قد).