فقال : أتجيبونني (١) وتؤمنون بي؟
قالوا : نار خرجت ودخلت لوقت ، فأبوا أن يجيبوه ، فقال لهم : إنّي ميّت بعد كذا ، فإذا أنا متّ فادفنوني ، ثمّ دعوني أيّاما فانبشوني ، ثمّ سلوني أخبركم بما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، فلمّا كان الوقت جاء ما قال ، فقال بعضهم : لم نصدّقه حيّا نصدّقه ميّتا ، فتركوه ، وأنّه كان بين النبيّ وعيسى عليهماالسلام ، ولم تكن بينهما فترة (٢).
__________________
(١) في «ر» «س» «ص» : (أتجيبوني).
(٢) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٥٠ / ٢.
ورواه الكلينيّ في الكافي ٨ : ٣٤٢ / ٥٤٠ بتفاوت : عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه وأحمد بن محمّد الكوفيّ ، عن عليّ بن عمرو بن أيمن جميعا ، عن محسن بن أحمد بن معاذ ، عن أبان بن عثمان ، عن بشير النبّال ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٤٨ / ١.
وأورد الصدوق صدره في كمال الدين : ٦٥٩ / ٣ بهذا النحو : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا محمّد بن الوليد الخزّاز والسنديّ بن محمّد البزّاز جميعا ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن بشير النبّال ، عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق عليهماالسلام قالا : «جاءت ابنة خالد بن سنان العبسيّ إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال لها : مرحبا يا ابنة أخي ، وصافحها وأدناها وبسط لها رداءه ، ثمّ أجلسها إلى جنبه ، ثمّ قال : هذه ابنة نبيّ ضيّعه قومه خالد بن سنان العبسيّ ، وكان اسمها محياة ابنة خالد بن سنان» وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٥٠ / ٣.
وقال الصدوق : دلّ الكتاب المنزل أنّ الله عزوجل بعث محمّدا صلىاللهعليهوآله على حين فترة من الرسل ، لا من الأنبياء والأوصياء ، ولكن قد كان بينه وبين عيسى عليهماالسلام أنبياء وأئمّة مستورون خائفون ، منهم خالد بن سنان العبسيّ نبيّ لا يدفعه دافع ولا ينكره منكر لتواطئ الأخبار بذلك عن الخاصّ والعامّ وشهرته عندهم ، وأنّ ابنته أدركت رسول الله صلىاللهعليهوآله ودخلت عليه ، فقال النبيّ : هذه ابنة نبيّ ضيّعه قومه خالد بن سنان العبسيّ ، وكان بين مبعثه ومبعث نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله خمسون سنة ، وهو خالد بن سنان بن بعيث بن مريطة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس ، وساق الحديث.
وكذا صرّح به الكثير في كتب العامّة ، كما في المستدرك للحاكم النيسابوريّ ٢ : ٥٩٨ ، والمصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ٥٦٠ ، والمعجم الكبير للطبرانيّ ١١ : ٣٤٩ ، وكنز العمّال ١٢ : ١٤٩ / ٣٩٩٢٩.