الإبل ، فقال : أيّ شيء يكون هذا يا مؤبذان؟ قال : حدث يكون من ناحية العرب.
فكتب عند ذلك كسرى إلى النعمان بن المنذر ملك العرب : أمّا بعد ، فوجّه إليّ برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه. فوجّه إليه بعبد المسيح بن عمرو بن نفيلة الغسانيّ (١) ، فلمّا قدم عليه أخبره ما رأى ، فقال : علم ذلك عند خال لي يسكن مشارق الشام يقال له : سطيح ، فقال : اذهب إليه ، فاسأله وأتني بتأويل ما عنده ، فنهض عبد المسيح حتّى قدم على سطيح وقد أشفى على (٢) الموت ، فسلّم عليه فلم يحر جوابا.
ثمّ قال : عبد المسيح على جهل مسيح (٣) أتى إلى سطيح ، وقد أوفى على الضريح بعثه ملك بني ساسان لارتجاس الايوان وخمود النيران ورؤيا المؤبذان : رأى إبلا صعابا تقود (٤) خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها فقال : يا (٥) عبد المسيح ، إذا كثرت التلاوة ، وظهر صاحب الهراوة ، وفاض وادي السماوة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وخمدت نار فارس ، فليس الشام لسطيح شاما ، يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات ، وكلّ ما هو آت آت.
ثمّ قضى سطيح مكانه ، فنهض عبد المسيح وقدم على كسرى وأخبره بما قال سطيح ، فقال : إلى أن يملك منّا أربعة عشر ملكا كانت أمور ، فملك منهم عشرة في أربع سنين والباقون إلى إمارة عثمان (٦).
__________________
(١) في البحار : (عمرو بن حيّان بن تغلبة الغسّانيّ).
(٢) أي : أشرف على (مجمع البحرين ٢ : ٥٢٦).
(٣) أراد بهذا القول : كيف زعمت بأنّك عبدا للمسيح حال كونك تجهله ولم تعرفه ولم تر أنّه بشّر بخاتم النبيّين صلىاللهعليهوآله من العرب؟!
(٤) في «ر» «س» : (يقود).
(٥) كلمة : (فقال) من «م».
(٦) رواه الصدوق في كمال الدين : ١٩١ / ٣٨ باختلاف مع تفصيل أكثر : عن أحمد بن محمّد بن ـ