اليهوديّ ، فلمّا أصبح قال : يا روزبه ، أنت ساحر فلأخرجنّك من هذه القرية ، فأخرجني وباعني (١) امرأة سلميّة ، فأحبّتني حبّا شديدا ، وكان لها حائط ، فقالت : هذا الحائط كل ما شئت وهب وتصدّق.
فبقيت في ذلك ما شاء الله ، فإذا أنا ذات يوم في ذلك البستان إذا أنا بسبعة رهط قد أقبلوا تظلّهم غمامة ، فقلت في نفسي : ما هؤلاء كلّهم أنبياء ، فإنّ فيهم نبيّا ، فدخلوا الحائط والغمامة تسير معهم ، وفيهم رسول الله صلىاللهعليهوآله وعليّ وأبو ذرّ وعمّار والمقداد وعقيل وحمزة وزيد بن حارثة ، وجعلوا يتناولون من حشف النخل ، ورسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لهم : كلوا الحشف ولا تفسدوا على القوم شيئا.
فدخلت إلى (٢) مولاتي ، فقلت : هبي (٣) لي طبقا فوهبته فأخذته (٤) فوضعته بين يديه ، فقلت : هذه صدقة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : كلوا ، وأمسك رسول الله وأمير المؤمنين وحمزة وعقيل ، وقال لزيد بن حارثة : مدّ يدك وكل ، فأكلوا ، فقلت في نفسي : هذه علامة ، فحملت طبقا آخر وقلت : هذه هديّة ، فمدّ يده وقال : بسم الله كلوا ، فقلت في نفسي : هذه علامة أيضا.
فبينا (٥) أدور خلفه ، فقال : يا روزبه ، ادخل إلى هذه المرأة وقل لها : يقول لك محمّد بن عبد الله : تبيعيننا (٦) هذا الغلام ، فدخلت وقلت لها ما قال ، فقالت : لا أبيعكه (٧) إلّا بأربعمائة نخلة ؛ مائتي نخلة منها صفراء ، ومائتي نخلة منها حمراء ،
__________________
(١) في «م» زيادة : (من).
(٢) في «ر» «س» : (علىّ).
(٣) في «ص» : (هب).
(٤) قوله : (فوهبته فأخذته) لم يرد في «ر» «س» «ص».
(٥) في البحار زيادة : (أنا).
(٦) في «ر» «س» «ص» والبحار : (تبيعينا).
(٧) في «ر» «س» : (لا أبيعه).