فجاء عن يسار غنمه (١) فصرفه ثمّ قال : ما رأيت ذئبا أخبث منك ، فقال الذئب : شرّ منّي أهل مكّة ، بعث الله إليهم (٢) نبيّا فكذّبوه.
فوقع كلام الذئب في أذن أبي ذرّ ، فقال لأخته : هلمّي (٣) مزودي (٤) وأدواتي ثمّ خرج يركض حتّى دخل مكّة ، فإذا هو بحلقة مجتمعين وإذاهم يشتمون (٥) النبيّ صلىاللهعليهوآله كما قال الذئب ، إذ أقبل أبو طالب ، فقال بعضهم : كفّوا فقد جاء عمّه ، فلمّا دنا منهم عظّموه ثمّ خرج فتبعته ، فقال : ما حاجتك؟ فقلت : هذا النبيّ المبعوث فيكم؟ قال : وما حاجتك إليه؟
قلت : أؤمن به وأصدّقه ، فرفعني إلى بيت فيه : جعفر بن أبي طالب ، فلمّا دخلت سلّمت ، فردّ عليّ السلام وقال : ما حاجتك؟
قلت : هذا النبيّ المبعوث أؤمن به وأصدّقه ، فرفعني إلى بيت فيه حمزة ، فرفعني إلى بيت فيه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فرفعني إلى بيت فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله فدخلت إليه ، فإذا هو نور في نور ، قال : أنا رسول الله يا أبا ذرّ انطلق إلى بلادك ، فإنّك تجد ابن عمّ لك قد مات ، فخذ ماله وكن بها حتّى يظهر أمري ، فانصرفت واحتويت على ماله وبقيت حتّى ظهر أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله فأتيته.
فلمّا انصرفت إلى قومي أخبرتهم بذلك ، فأسلم بعضهم ، وقال بعضهم : إذا دخل رسول الله صلىاللهعليهوآله أسلمنا ، فلمّا قدم أسلم بقيّتهم ، وجاءت أسلم (٦) فقالوا :
__________________
(١) في «ر» «س» : (يساره) بدلا من : (يسار غنمه).
(٢) في «ر» «س» : (فيهم).
(٣) في «ر» «س» «ص» : (هلمّ).
(٤) قال في المصباح المنير : ٢٦٠ : المزود بكسر الميم وعاء التمر يعمل من أدم وجمعه مزاود.
(٥) في «س» «ر» يمكن أن تقرأ : (يسبّون).
(٦) في جميع النسخ : (أسماء) ، والمثبت هو الصحيح ، فإنّ أسلم قبيلة معروفة والمنسوب إليها أسلميّ. ـ