فقال : إنّي أريد أن أضمّ إليها مثلها ، ثمّ أرى فيها رأيي.
فقال أبو ذرّ : أتذكر إذ رأينا رسول الله صلىاللهعليهوآله حزينا عشاء؟ فقال : بقي عندي من فيء المسلمين أربعة دراهم لم أكن قسّمتها ثمّ قسّمها ، فقال : الآن استرحت.
فقال عثمان لكعب الأحبار : ما تقول في رجل أدّى زكاة ماله هل يجب عليه بعد ذلك شيء؟ قال : لا ، لو اتّخذ لبنة من ذهب ولبنة من فضّة ، فقال أبو ذر رضى الله عنه : يابن اليهوديّة ، ما أنت والنظر في أحكام المسلمين؟! فقال عثمان : لو لا صحبتك لقتلتك ، ثمّ سيّره إلى الربذة (١).
[٤٤٣ / ٣٣] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن القاسم المفسّر ، حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد ، عن أبيه ، عن الحسن العسكريّ ، عن آبائه صلوات الله عليهم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لأبي ذرّ : ما فعلت غنيماتك؟ قال : إنّ لها قصّة عجيبة ، قال : بينا أنا في صلاتي إذ عدا الذئب على غنمي ، فقلت : لا أقطع الصلاة ، فأخذ حملا وذهب به وأنا أحسّ به ، إذ أقبل على الذئب أسد فاستنقذ الحمل وردّه في القطيع ، ثمّ ناداني : يا أبا ذرّ ، أقبل على صلاتك ، فإنّ الله قد وكلني بغنمك ، فلمّا فرغت قال لي الأسد : امض إلى محمّد صلىاللهعليهوآله فأخبره أنّ الله أكرم صاحبك الحافظ لشريعتك ووكّل أسدا بغنمه ، فعجب من كان حول رسول الله صلىاللهعليهوآله (٢).
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ٢٢ : ٤٣٢ / ٤٢ وفي مستدرك الوسائل ٧ : ٣٧ / ٦ باختصار ، إلى قوله : (لو لا صحبتك لقتلتك).
ورواه القمّيّ في تفسيره ١ : ٥١ باختلاف مع تفصيل أكثر وعنه في بحار الأنوار ٢٢ : ٤٢٦ / ٣٦ ومستدرك الوسائل ١١ : ٩٤ / ١٢ وتفسير نور الثقلين ١ : ٩٥ / ٢٧١ والدرجات الرفيعة : ٢٤٦.
(٢) ورد الخبر في تفسير الإمام العسكريّ عليهالسلام : ٧٣ بتفصيل أكثر : عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ٢٢ : ٣٩٣ / ١ وج ٨١ : ٢٣١ / ٥ ومستدرك الوسائل ٣ : ٨٤ / ١٢ ومدينة المعاجز ١ : ٤٠٩ / ٢٧٢ والدرجات الرفيعة : ٢٣١.