النبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا أتى له سبع وثلاثون سنة كان يرى في نومه أنّ آتيا أتاه فيقول (١) : يا رسول الله ، وكان بين الجبال يرعى غنما فنظر إلى شخص يقول له : يا رسول الله ، فقال : من أنت؟ قال : أنا جبرئيل ، أرسلني الله إليك ليتّخذك رسولا ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يكتم ذلك.
فأنزل جبرئيل بماء من السماء ، فقال : يا محمّد ، قم فتوضّ ، فعلّمه جبرئيل الوضوء على الوجه واليدين من المرفق ومسح الرأس والرجلين إلى الكعبين ، وعلّمه الركوع والسجود ، فدخل عليّ عليهالسلام على رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يصلّي ـ هذا لما تمّ له صلىاللهعليهوآله أربعون سنة ـ فلمّا نظر إليه يصلّي قال : يا أبا القاسم ، ما هذا؟ قال : هذه الصلاة التي أمرني الله بها ، فدعاه إلى الإسلام ، فأسلم وصلّى معه ، وأسلمت خديجة ، فكان لا يصلّي إلّا رسول الله وعليّ صلوات الله عليهما وخديجة خلفه.
فلمّا أتى لذلك أيّام دخل أبو طالب إلى منزل رسول الله صلىاللهعليهوآله ومعه جعفر ، فنظر إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وعليّ عليهالسلام بجنبه يصلّيان ، فقال لجعفر : يا جعفر ، صل جناح ابن عمّك ، فوقف جعفر بن أبي طالب من الجانب الآخر.
[قال : وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يتّجر لخديجة قبل أن يتزوج بها وكان أجيرا لها فبعثته في عير لقريش إلى الشام مع غلام لها يقال له : ميسرة ، فنزلوا تحت صومعة راهب من الرهبان ، فنزل الراهب من الصومعة ونظر إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : من هذا؟ قالوا : هذا ابن عبد المطّلب. قال : لا ينبغي أن يكون أبوه حيّا ونظر إلى عينيه وبين كتفيه فقال : هذا نبيّ الأمّة ، هذا نبي السيف ، فرجع ميسرة إلى خديجة فأخبرها بذلك وكان هذا هو الذي أرغب خديجة في تزويجها نفسها منه وربحت في تلك السفرة ألف دينار](٢).
__________________
(١) في «ر» «س» وإعلام الورى : (كأنّ آتيا أتاه يقول) ، وفي «ص» : (كان آتيا أتاه فيقول) بدلا من : (أنّ آتيا أتاه فيقول).
(٢) مابين المعقوفين أضفناه من إعلام الورى.