شيخا كبيرا كثير المال ، له أولاد ـ وأبو البختريّ بن هاشم ، وزهير بن أميّة المخزوميّ في رجال من أشرافهم : نحن برآء ممّا في هذه الصحيفة ، فقال أبو جهل : هذا أمر قضي بليل.
وخرج النبيّ صلىاللهعليهوآله ورهطه من الشعب وخالطوا الناس ومات أبو طالب بعد ذلك بشهرين ، وماتت خديجة رضي الله عنها بعد ذلك ، وورد على رسول الله صلىاللهعليهوآله أمران عظيمان وجزع جزعا شديدا ، ودخل صلىاللهعليهوآله على أبي طالب وهو يجود بنفسه ، فقال : يا عم ، ربّيت صغيرا ، ونصرت كبيرا ، وكفّلت يتيما ، فجزاك الله عنّي خير الجزاء ، أعطني كلمة أشفع لك بها عند ربّي (١)(٢).
[٤٧٨ / ١٩] ـ قال ابن عبّاس : فلمّا ثقل أبو طالب رئي يحرّك شفتيه ، فأصغى إليه العبّاس يسمع قوله ، فرفع العبّاس عنه (٣) وقال : يا رسول الله ، والله قد قال الكلمة التي سألته إيّاها (٤).
[٤٧٩ / ٢٠] ـ وعن ابن عبّاس قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله عارض جنازة أبي طالب ،
__________________
(١) إعلام الورى ١ : ١٢٩ ، ولا يخفى عليك أنّ إيمان أبي طالب رضى الله عنه قضيّة واضحة لا ريب فيها كما ظهر لك من خلال أشعاره وكلماته المتقدّمة ، فينبغي حمل هذا الكلام على التلقين والتجديد لخاطرة التوحيد والرسالة من باب السنّة والطريقة أو من باب استحكام حمايته الدائمة له صلىاللهعليهوآله في آخر لحظات عمره الشريف أو الدخل والتصرّف في آخر الرواية ، ووجه الأخير أوجه.
(٢) إعلام الورى ١ : ١٢٨ ، انظر : الكافي ٨ : ٢٦٢ / ٣٧٦ ، تفسير القمّيّ ٢ : ١٣ ، الأمالي للصدوق : ٣٦٣ / ١ ، الطبقات الكبرى ١ : ٢٠٨.
(٣) في البحار زيادة : (رأسه).
(٤) إعلام الورى ١ : ١٣١ وانظر : دلائل النبوّة للبيهقيّ ٢ : ٣٤٩ ، سيرة ابن هشام ٢ : ٥٩ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٧٦ ، لا يخفى على المتتبّع الخبير أنّ ورود وجعل هذه الروايات لا سيّما في مآخذ العامّة إنّما كان استصغارا لعظمة ومنزلة أبي طالب عليهالسلام لبغضهم لأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.