شدّة رجل واحد ، فانهزم الناس كلّهم لا يلوي أحد على أحد ، وأخذ رسول الله ذات اليمين ، وأحدق ببغلته تسعة من بني عبد المطّلب (١).
فأقبل مالك بن عوف يقول : أروني محمّدا ، فأروه ، فحمل على رسول الله فأبى فرسه أن يقدم نحو رسول الله ، ونادى رسول الله أصحابه وذمّرهم (٢) ، فأقبل أصحابه سريعا ، وقال : «الآن حمى الوطيس» (٣).
أنا النبيّ لا كذب |
|
أنا ابن عبد المطّلب (٤) |
ونزل وقبض قبضة من تراب ثمّ استقبل به وجوههم ، وقال : شاهت الوجوه (٥) ، فولّوا مدبرين وأتبعهم المسلمون ، فقتلوهم وغنمهم الله نساءهم وذراريهم وشاءهم وأموالهم (٦).
وفرّ مالك بن عوف ودخل حصن الطائف مع أشراف قومه ، وأسلم عند ذلك كثير من أهل مكّة حين رأوا نصر الله (٧).
__________________
(١) إعلام الورى ١ : ٢٣٠ وعنه في بحار الأنوار ٢١ : ١٦٦ / ضمن ح ٩ ، وانظر : مناقب ابن شهر آشوب ١ : ٢١١ ، سيرة ابن هشام ٤ : ٨٥ ، تاريخ الطبريّ ٣ : ٧٤ ، دلائل النبوّة للبيهقيّ ٥ : ١٢٦ ، الكامل في التاريخ ٢ : ٢٦٢ (باختلاف يسير).
(٢) قال في لسان العرب ٤ : ٣١١ ذمّرهم : لامهم وحضّهم وحثّهم.
(٣) الوطيس : التنّور كما في نهاية ابن الأثير عند الكلام في : حما ، (١ : ٤٤٧) وقال : هو كناية عن شدّة الأمر واضطرام الحرب. ويقال : إنّ هذه الكلمة أوّل من قالها النبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا اشتدّ البأس يومئذ (يوم حنين) ولم تسمع قبله وهو من أحسن الإستعارات. وقال في حرف الطاء (٥ : ٢٠٤) : الوطيس شبه التنّور .. ولم يسمع هذا الكلام من أحد قبل النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو من فصيح الكلام عبّر به عن اشتباك الحرب وقيامها على ساق.
(٤) إعلام الورى ١ : ٢٣٢ وعنه في بحار الأنوار ٢١ : ١٦٧ / ضمن ح ٩ ، دلائل النبوّة للبيهقيّ ٥ : ١٣١.
(٥) أي قبحت الوجوه (معجم مقاييس اللغة ٣ : ٢٣١).
(٦) إعلام الورى ١ : ٢٣٢ وعنه في بحار الأنوار ٢١ : ١٦٧ ، وانظر : دلائل النبوّة للبيهقيّ ٥ : ١٤٠ ، تفسير القمّيّ ١ : ٢٨٧ ، الطبقات الكبرى ٥ : ٥٦.
(٧) إعلام الورى ١ : ٢٣٢ وعنه في بحار الأنوار ٢١ : ١٦٧ ، وانظر : دلائل النبوّة للبيهقيّ ٥ : ١٣٢.