لما قبلت إلّا شهادة (١) الأنبياء والأوصياء ، لأنّهم معصومون دون سائر الخلق فمن لم تره بعينك يرتكب ذنبا أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان فهو من (٢) أهل العدالة والستر ، وشهادته مقبولة (٣) ، ومن اغتابه بما فيه فهو خارج من ولايته.
ولقد حدّثني أبي عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع الله بينهما في الجنّة (٤) ، ومن اغتاب مؤمنا بما ليس فيه انقطعت العصمة بينهما ، وكان المغتاب في النار (٥).
قال علقمة : فقلت : إنّ الناس ينسبونا إلى عظائم من الأمور.
فقال : إنّ رضا الناس لا يملك ، وألسنتهم لا تضبط ، وكيف تسلمون ممّا لم يسلم منه أنبياء الله ورسل الله وحجج الله؟ ألم ينسبوا يوسف إلى أنّه همّ بالزنا؟! ألم ينسبوا أيّوب إلى أنّه ابتلي بذنوبه؟! ألم ينسبوا داود إلى أنّه نظر إلى امرأة أوريا فهمّ بها ، وأنّه قدّم زوجها أمام التابوت حتّى قتل وتزوّج بها؟!
ألم ينسبوا موسى عليهالسلام إلى أنّه عنّين ، وآذوه حتّى برّأه الله ممّا قالوا؟! ألم ينسبوا مريم بنت عمران إلى الزنا؟! ألم ينسبوا نبيّنا محمّد عليهالسلام إلى أنّه شاعر مجنون؟! ألم ينسبوه إلى أنّه هوى امرأة زيد بن حارثة ولم يزل بها حتّى استخلصها لنفسه ، فاستعينوا بالله واصبروا ، إنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين (٦).
__________________
(١) في الأمالي : (شهادات).
(٢) قوله : (من) لم يرد في «ر» «س» «ص».
(٣) في الأمالي زيادة : (وإن كان في نفسه مذنبا).
(٤) في الأمالي زيادة : (أبدا).
(٥) في الأمالي زيادة : (خالدا فيها وبئس المصير).
(٦) رواه الصدوق في الأمالي : ١٦٣ / ٣ بتفاوت في المتن مع زيادة فيه : عن أبيه ، عن عليّ بن ـ