لا يسمع بملك في ناحية من نواحي (١) الأرض إلّا أتاه حتّى يذلّه ويدخله في دينه ، وسخّر الريح له ، فكان إذا خرج إلى مجلسه عكف عليه الطير وقام الجنّ والإنس ، وكان إذا أراد أن يغزو أمر بمعسكره فضرب له من الخشب ، ثمّ جعل عليه الناس والدوابّ وآلة الحرب كلّها حتّى إذا حمل معه ما يريد أمر العاصف من الريح ، فدخلت تحت الخشب فحملته حتّى ينتهي به إلى حيث يريد ، وكان غدوّها شهرا ورواحها شهرا (٢).
[٢٩٩ / ٣] ـ وعن (*) أبي حمزة ، عن الأصبغ قال : خرج سليمان بن داود عليهماالسلام من بيت المقدس مع ثلاثمائة ألف كرسيّ عن يمينه عليها الإنس ، وثلاثمائة ألف كرسيّ عن يساره عليها الجنّ ، وأمر الطير فأظلّتهم ، وأمر الريح فحملتهم ، حتّى وردت بهم المدائن (٣) ، ثمّ رجع وبات في اصطخر ، ثمّ غدا فانتهى إلى جزيرة بركادان (٤) ، ثمّ أمر الريح فخفضتهم حتّى كادت أقدامهم يصيبها الماء (٥) ، فقال بعضهم لبعض : هل رأيتم ملكا أعظم من هذا؟ فنادى ملك (٦) : لثواب تسبيحة واحدة أعظم ممّا رأيتم (٧).
__________________
(١) قوله : (من نواحي) لم يرد في «ص» «م» والبحار.
(٢) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٧١ / ١٠ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٠٧.
وأورد الطبرسيّ في تفسير جوامع الجامع ٢ : ٧٠٣ (قطعة منه) ، وانظر جامع البيان للطبريّ ١٧ : ٧٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٢٢ : ٢٦٤.
(*) عطف على الطريق المذكور في أوّل الباب.
(٣) في حاشية نسخة «س» : (المداين : هي مدينة جاهليّة وبها إيوان كسرى ، وإقليمها يعرف بأرض بابل ، اصطخر : مدينة جليلة هي أقدم من مدن فارس. ذكر ذلك بعضهم في تاريخه. وهو أعلم).
(٤) في البحار : (بركاوان) ، وفي معجم البلدان ١ : ٣٣٩ : بركاوان ناحية بفارس بالفتح والسكون.
(٥) في تفسير القمّيّ زيادة : (وسليمان على عمود منها).
(٦) في تفسير القمّيّ والبحار زيادة : (من السماء).
(٧) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٧٢ / ١١ وفيه : بالإسناد إلى الصدوق ، عن أبي حمزة عن الأصبغ ، ـ