قال : كان لسليمان العطر (١) وفرض النكاح في حصن بناه (٢) الشياطين له ، فيه ألف بيت ، في كلّ بيت طروقة (٣) ، منهنّ سبعمائة أمة قبطيّة وثلاثمائة حرّة مهيرة (٤) ، فأعطاه الله تعالى قوّة أربعين رجلا في مباضعة النساء ، وكان يطوف (٥) بهنّ جميعا ويسعفهنّ (٦) قال : وكان سليمان يأمر الشياطين فتحمل له الحجارة من موضع إلى موضع ، فقال لهم إبليس : كيف أنتم؟
قالوا : ما لنا طاقة بما نحن فيه ، فقال إبليس : أليس تذهبون بالحجارة وترجعون فراغا؟ قالوا : نعم ، قال : فأنتم في راحة.
فأبلغت الريح سليمان ما قال إبليس للشياطين فأمرهم أن يحملوا الحجارة ذاهبين ويحملوا الطين راجعين إلى موضعها ، فتراءى لهم إبليس ، فقال : كيف أنتم؟ فشكوا إليه ، فقال : ألستم تنامون بالليل؟ قالوا : بلى ، قال : فأنتم في راحة ، فأبلغت الريح سليمان ما قالت الشياطين وإبليس ، فأمرهم أن يعملوا بالليل والنهار ، فما لبثوا إلّا يسيرا حتّى مات سليمان عليهالسلام.
وقال : خرج سليمان يستسقي ومعه الجنّ والإنس ، فمرّ بنملة عرجاء ، ناشرة جناحها رافعة يدها ، وتقول : اللهمّ إنّا خلق من خلقك لا غنى بنا عن رزقك ، فلا تؤاخذنا بذنوب بني آدم واسقنا ، فقال سليمان لمن كان معه : ارجعوا فقد شفع
__________________
(١) في «ص» «م» : (القطر).
(٢) في البحار والمستدرك : (كان لسليمان عليهالسلام حصن بناه).
(٣) قال في الإفصاح ١ : ١٦ الطروقة التي أدركت ، وامرأة طروقة هي التي بلغت أن يطرقها الزوج أي ينكحها.
(٤) جاء في ترتيب كتاب العين ٣ : ١٧٣٣ امرأة مهيرة غالية المهر والمهارير : الحراير ، وهنّ ضدّ السراري.
(٥) في «ر» «س» : (يطرق).
(٦) في «ر» «س» : (ويسعفن).