له؟ فقال واحد منهم يقال له الأبيض : أنا.
فقال إبليس : فاذهب إليه لعلّك تغضبه ، فلمّا انتصف النهار جاء الأبيض إلى ذي الكفل وقد أخذ مضجعه ، فصاح وقال : إنّي مظلوم ، فقال : قل له (١) : تعال ، فقال : لا ، أنصرف ، قال : فأعطاه خاتمه ، فقال : اذهب وأتني بصاحبك ، فذهب حتّى إذا كان من الغد جاء تلك الساعة التي أخذ هو مضجعه ، فصاح : إنّي مظلوم وأنّ خصمي لم يلتفت إلى خاتمك.
فقال له الحاجب : ويحك دعه ينم ، فإنّه لم ينم البارحة ولا أمس ، قال : لا أدعه ينام وأنا مظلوم ، فدخل الحاجب وأعلمه ، فكتب له كتابا وختمه ودفعه إليه ، فذهب حتّى إذا كان من الغد حين أخذ مضجعه جاء ، فصاح ، فقال (٢) : ما التفت (٣) إلى شيء من أمرك ولم يزل يصيح حتّى قام وأخذ بيده في يوم شديد الحرّ ، لو وضعت فيه بضعة لحم على الشمس لنضجت.
فلمّا رأى الأبيض ذلك انتزع يده من يده ويئس منه أن يغضب ، فأنزل الله تعالى جلّ شأنه قصّته على نبيّه ليصبر على الأذى ، كما صبر الأنبياء عليهمالسلام على البلاء (٤).
[٣٠٤ / ٢] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ، حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيّ ، حدّثنا سهل بن زياد الآدميّ ، عن عبد العظيم ابن عبد الله الحسنيّ ، قال : كتبت إلى أبي جعفر صلوات الله عليه ـ أعني محمّد بن عليّ بن موسى عليهمالسلام ـ أسأله عن ذي الكفل ما اسمه؟ وهل كان من المرسلين؟ فكتب صلوات الله عليه :
__________________
(١) أي : لصاحبك الذي زعمت أنّه ظلمك.
(٢) أي : الأبيض.
(٣) أي : صاحبي.
(٤) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤٠٤ / ١ وج ٦٠ : ١٩٥ / ٥ ، وفي قصص الأنبياء للجزائريّ : ٣٦٤ باختصار.