إلى الله تعالى جلّت عظمته ، فبينا هو في عيد إذا بكفّ ملك يكتب على الجدار ثلاثة أحرف ، ثمّ غابت الكفّ والقلم ، وبهتوا ، فسألوا دانيال بحقّ تأويل ذلك المكتوب ، وكان كتب : وزن فخفّ ، وعد فأنجز ، وجمع فتفرّق ، فقال :
أمّا الأوّل : فإنّه عقلك [وزن] فخفّ ، فكان خفيفا في الميزان.
والثاني : وعد أن يملّكك (١) فأنجزه اليوم.
والثالث : فإنّ الله تعالى كان قد جمع لك ولوالدك من قبلك ملكا عظيما ثمّ تفرّق اليوم ، فلا يجتمع إلى يوم القيامة.
فقال له : ثمّ ماذا؟ قال : يعذّبك الله ، فأقبلت بعوضة تطير حتّى دخلت في إحدى منخريه فوصلت إلى دماغه وتؤذيه ، فأحبّ الناس عنده من حمل مرزبة (٢) فيضرب بها رأسه ، ويزداد كلّ يوم ألما إلى أربعين ليلة حتّى مات وصار إلى النار (٣).
[٣٢٧ / ٦] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، حدّثنا الحسن بن عليّ السكريّ ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن زكريّا الجوهريّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن عمارة ، عن جابر بن يزيد الجعفيّ ، عن الباقر عليهالسلام سألته عن تعبير الرؤيا عن دانيال عليهالسلام أهو صحيح؟
قال : نعم كان يوحى إليه ، وكان نبيّا ، وكان ممّن علّمه الله تأويل الأحاديث ، وكان صدّيقا حكيما ، وكان والله يدين بمحبّتنا أهل البيت. قال جابر : بمحبّتكم أهل البيت؟! قال : إي والله ، وما من نبيّ ولا ملك إلّا وكان يدين بمحبّتنا (٤).
__________________
(١) في «م» «ر» «ص» : (أن يملك).
(٢) المرزبة بالتخفيف : المطرقة الكبيرة التي تكون للحداد (النهاية في غريب الحديث ٢ : ٢١٩).
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٣٧٠ / ٩.
(٤) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٣٧١ / ١٠ وج ٢٦ : ٢٨٤ / ٤١.