وقال : ( اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماوات بِغَيْر عَمَد تَرَوْنَها ). (١)
فكانت السماء والأرض ملتصقتين ، ففصل السماء عن الأرض ، فأزالها عن مكانها.
وأمّا الدفع ، فقال في المصباح المنير : دفعته دفعاً أي نحيته فاندفع ، يقول سبحانه : ( انَّ اللّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ) (٢) أي يحفظهم أن يصل إليهم شرّالأعداء ، وقال سبحانه : ( إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ * ما لَهُ مِنْ دَافِع ) (٣) أي ماله من شيء يمنع عن وقوعه وتحقّقه بعد تعلّق إرادته على الوقوع.
فإن قلت : إذا كان الرفع ممّا لا يتعلّق إلابالأمر الموجود ، فما هو الأمر الموجود الذي تعلّق هو به؟
قلت : الأمر الموجود عبارة عن نفس هذه الأُمور التسعة ، فلا شكّ أنّها أُمور متحقّقة في صفحة الوجود ، فالرفع تعلّق بها باعتبار كونها أُمور وجودية. وبالجملة المصحح لاستعمال الرفع في الحديث هو تعلّقه بالأُمور التسعة الوجودية من دون حاجة إلى تقدير مقدَّر في هذا الباب.
وعلى ضوء ما ذكرنا ، فالرفع استعمل في معناه الحقيقي ، أي رفع التسعة بعد وجودها ، نعم رفعها ليس بالحقيقة بل بالادّعاء كما سيوافيك.
هذا كلّه حسب الإرادة الاستعمالية ، وأمّا حسب الإرادة الجدية فلا شكّ من لزوم تقدير مقدّر ليصحّ رفعه حقيقة لا ادّعاء مصححاً لنسبة الرفع إلى الأُمور التسعة ، وهذا ما سيأتي في الأمر الثالث.
__________________
١. الرعد : ٢.
٢. الحج : ٣٨.
٣. الطور : ٧ ـ ٨.