لوقوع ابن فضال الفطحي في السند ، يوصف بالموثق ، وقد مات عام ٢٢١ أو ٢٢٤ هـ ويمكن وصفه بالصحّة لأنّ ابن فضال كان خصيصاً بالرضا عليهالسلام وهو يدل على توفّيه على الحقّ وإلا لما كان خصيصاً به واللّه العالم.
وأمّا الدلالة ، فتقرر بأنّ حرمة شرب التتن ـ على فرض حرمتها ـ ممّا حجب اللّه علمه عن العباد ، فهي مرفوعة عنهم ، فليس من ناحيتها أيّ حرج ، فيكون على فرض تمامية الدلالة معارضاً لأدلّة الأخباري الدالة على وجود المسؤولية للعباد فيما جهلوا من الأحكام ولو بالاحتياط.
إنّما الكلام في تمامية الدلالة ، وذلك لأنّ في الموصول احتمالات :
١. المعارف والأُمور الغيبيّة التي لم يكلف العباد بالتعرف عليها ككيفية البرزخ والميزان والصراط والشجرة الخارجة من أصل الجحيم (١) ، فانّ ذلك كلّه من الأُمور الغيبية التي لا تصل إلى دركها أفهام العباد في هذه النشأة ، ويؤيد ذلك المعنى عدّة من الروايات. (٢)
٢. الأحكام التي لم يُبيّنها الشارع أصلاً ، لأجل التسهيل ، ويؤيده ما عن أمير المؤمنين عليهالسلام : « إنّ اللّه افترض عليكم فرائض فلا تضيّعوها ، وحدّ لكم حدوداً فلا تعتدوها ، ونهاكم عن أشياء فلا تنتهِكُوها ، وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسياناً فلا تتكلّفوها ». (٣)
٣. المعنى العام الشامل للمعارف والأحكام لكن بجامع انّه ممّا لم يبيّنه أصلاً.
__________________
١. إشارة إلى قوله سبحانه : ( إنّهاشَجَرَة تَخْرُج في أَصْلِ الجَحيم * طَلْعُها كأنّهُ رُؤوس الشَّياطين ) ( الصافات / ٦٤ ـ ٦٥ ).
٢. الكافي : ١ / ٩٢ ، الحديث ١ ، و ص ١٠٣ ، الحديث ١٢.
٣. نهج البلاغة : قسم الحكم ، برقم ١٠٥.