وحاصل الكلام : انّ الحديث مشتمل على مضمون غريب أوّلاً ، وانّ الخير والشر فُسِّرا بالكمية تارة ، أو بالابتعاد عن الرياء أُخرى ، وأين هذا من كون النية المجردة حراماً؟!
٤. خلود أهل النار لأجل النية
روى أبو هاشم المدني قال : قال أبو عبد اللّه عليهالسلام : « انّما خُلِّد أهل النار في النار ، لأنّ نيّاتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا اللّه أبداً ؛ وإنّما خُلِّد أهل الجنة في الجنة ، لأنّ نيّاتهم كانت في الدنيا ، أن لوبقوا فيها ، ان يطيعوا اللّه أبداً ؛ فبالنيات خُلِّد هؤلاء وهؤلاء ، ثمّ تلا قوله تعالى : ( قُلْ كُلٌّ يعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ) (١) قال : على نيّته ». (٢)
ولا يخفى وجود الغرابة في مضمون الحديث ، إذ ليس كلّ مؤمن ولا كافر على النحو الذي وصف في الرواية ، على أنّ الحديث ضعيف بالحسين بن أحمد المنقري ، وأحمد بن يونس ، فكيف يحتجّ بحديث غريب في المضمون محكي بالضعاف؟!
وأمّا وجه خلودهم في الجنّة ، فقد أوضحنا ذلك في كتاب الإلهيات. (٣)
٥. يكتب في حال المرض ما عمل في حال الصحّة
روى جابر ، عن أبي جعفر قال : قال لي : « يا جابر : يكتب للمؤمن في سقمه من العمل الصحيح ما كان يكتب في صحّته ، ويكتب للكافر في سقمه من
__________________
١. الإسراء : ٨٤.
٢. الوسائل : الجزء ١ ، الباب ٦ من أبواب مقدّمات العبادات ، الحديث ٤.
٣. تلخيص الإلهيات : ٦٧١.