لكن الذي يمكن أن يقال إنّ إجمال الحديث يرتفع بالرواية الثانية وهي ....
ج. ما رواه عبد اللّه بن سنان ، عن عبد اللّه بن سليمان ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن الجبن ، فقال لي : « لقد سألتني عن طعام يعجبني » ثمّ أعطى الغلام درهماً ، فقال : « يا غلام ابتع لنا جبناً » ثمّ دعا بالغذاء فتغذينا معه فأتى بالجبن فأكل وأكلنا ، فلما فرغنا من الغذاء ، قلت : ما تقول في الجبن؟ ـ إلى أن قال : ـ « سأخبرك عن الجبن وغيره ، كلّ ما كان فيه حلال وحرام فهو لك حلال حتى تعرف الحرام بعينه فتدعه ». (١)
والفرق بين الروايتين هو انّ عبد اللّه بن سنان يروي الأُولى عن الإمام الصادق عليهالسلام بلا واسطة ، ولكنّه يروي الثانية بواسطة عبد اللّه بن سليمان ، عن الإمام الباقر عليهالسلام فتعدّان روايتين لتعدد الإمام المروي عنه.
د. نعم ثمة رواية ثالثة رواها معاوية بن عمار عن رجل من أصحابنا ، قال : كنت عند أبي جعفر عليهالسلام فسأله رجل عن الجبن ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : « إنّه لطعام يعجبني ، وسأخبرك عن الجبن وغيره ، كلّ شيء فيه الحلال والحرام فهو لك حلال حتى تعرف الحرام فتدعه بعينه ». (٢)
والرواية الثالثة تتحد مع الرواية الثانية ، والظاهر انّ المراد من قوله فسأله رجل هو عبد اللّه بن سليمان.
هـ. ويظهر من روايـة رابعـة انّ عبد اللّه بن سنان كان في مجلس الإمام الصادق عليهالسلام وسأله رجل عن الجبن ، وهل هو عبد اللّه بن سليمان لروايته عنه أيضاً سواء أكان المراد هو الصيرفي أو العامري فكأنّه سأل الإمامين عن الجبن ، أو غيرهما وهو أقرب إذ لا وجه لسؤال شخص واحد الإمامين عن موضوع واحد.
__________________
١. الوسائل : الجزء ١٧ ، الباب ٦١ من أبواب الأطعمة المباحة ، الحديث ١.
٢. المصدر نفسه ، الحديث ٧.