وفاته : «آتوني بكتف أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعدي»(١) ، فلمّا رأى المنازعة بينهم تركهم ولم يفعل ، وهلّم جرّاً في أشياء كثيرة (هي من قبيل ذلك)(٢) ممّا لا يسع المقام ذكره .
وكفى ما رواه الفريقان من قوله صلىاللهعليهوآلهلعائشة : «لولا أنّ قومكِ حَدِيثُو عهدٍ بالإسلام لهدمتُ البيت وبنيتُه على بناء إبراهيم عليهالسلام »(٣) .
وقوله صلىاللهعليهوآله : «لولا أنّ الناس يقولون : إنّ محمّداً دعا ناساً إلى الإسلام فلمّا أسلموا قتلهم ، لضربت أعناق قوم»(٤) . حتى في رواية : «من أصحابي»(٥) ، أو لم تر أنّه صلىاللهعليهوآله أتى بما كلّف الناس به من العبادات وغيرها على سبيل التدريج ، وبحسب اقتضاء مصلحة الوقت ، وقبول الخلق ونحو ذلك ، حتّى أنّ اللّه تعالى جعل في كتابه تبيان كلّ شيءٍ(٦) ، ومع هذا لم يبيّن هو ولا رسوله صلىاللهعليهوآله جميع الأحكام ، ولا تفصيل كلّ الحلال والحرام على كلّ من دخل في الإسلام ، بل خصّ بعضاً منهم ببعض منها على حسب القابليّة ، واقتضاء المصلحة إلى أن خصّ عليّاً عليهالسلام بتعليم الجميع بالتمام ، فجعله هو الخليفة عليهم ، والمرجع لهم ، والوالي والإمام ، وهكذا كان بعينه
____________________
(١) مسند أحمد ١ : ٤٨٣ / ٢٦٧١ و٥٨٥ / ٣٣٢٦ ، صحيح البخاري ٤ : ١٢١ ، الشفا بتعريف حقوق المصطفى ٢ : ٤٣١ .
(٢) ما بين القوسين في «م» هكذا : من هذا القبيل .
(٣) شرح الكافي للمازندراني ٧ : ٢١٩ ، وانظر : مغنى اللبيب ١ : ٣٦٠ ، ٢ : ٧٨٨ ، ونحوه في مسند أحمد ٧: ٨٥ / ٢٣٧٧٦ ، صحيح مسلم ٢ : ٩٦٨ ـ ٩٦٩ / ١٣٣٣ ، جامع الأُصول ٩ : ٢٩٤ / ٦٩٠٧ ، الجامع لأحكام القرآن ١٩ : ٣٨١ ، التلخيص ٧ : ٢٩٠ ، شرح الأزهار ١ : ١٩١ .
(٤) انظر : الكافي ٨ : ٣٤٥ / ٥٤٤ .
(٥) انظر : شرح الكافي للمازندراني ١٢ : ٤٦٦ .
(٦) اقتباس من الآية ٨٩ من سورة النحل ١٦ .