وعنده اُناس في البيت ، فقال : «أما واللّه ، ليغيبنّ عنكم صاحب هذا الأمر ولتمحصنّ حتّى يقال : مات ، هَلَكَ ، في أيّ وادٍ سلك ، ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين ، ولتكفأنّ كما تكفأ السفن(١) في أمواج البحر ، فلا ينجو إلاّ مَنْ أخذ اللّه ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروح منه ، ولترفعنّ اثنتا عشرة راية مشتبهة ، لا يدرى أيٌّ من أيٍّ» .
قال مفضّل : فبكيت ، ثمّ قلت : فكيف نصنع ؟
فنظر إلى شمس داخلة في الصفّة فقال : «ترى هذه الشمس؟» قلت : نعم ، قال : «واللّهِ ، لأمرنا أبينُ من هذه الشمس»(٢) .
وعن سدير الصيرفيّ ، قال : سمعت أبا عبد اللّه عليهالسلام يقول : «إنّ في صاحب هذا الأمر لَشَبهاً من يوسف» ، فقلت له : كأنّك تذكر حياته أو غيبته ، فقال لي : «وما تُنكر من ذلك ، هذه الأُمّة أشباه الخنازير ، إنّ إخوة يوسف كانوا أسباطاً أولاد الأنبياء ، تاجرو يوسف وبائعوه وهم إخوته وهو أخوهم ، فلم يعرفوه حتّى قال لهم : (أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِى) ولقد كان يوسف إليه ملك مصرَ ، وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوماً ، فلو أراد أن يُعلمَهُ لَقدر على ذلك ، فما تُنكر هذه الأُمّة أن يفعل اللّه بحجّته في وقت من الأوقات ، كما فعل بيوسف أن يمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه ، حتّى يأذن اللّه له في ذلك كما أذن ليوسف»(٣) .
____________________
(١) في «ن» : السفينة .
(٢) الكافي ١ : ٢٧١ / ٣ ، (باب في الغيبة) ، كمال الدين : ٣٤٧ / ٣٥ ، الغيبة للطوسيّ : ٣٣٧ / ٢٨٥ ، الغيبة للنعمانيّ : ١٥٢ / ١٠ دلائل الإمامة : ٥٣٢ / ٥١٢ ، الإمامة والتبصرة : ١٢٥ / ١٢٥ ، بحار الأنوار ٥٢ : ٢٨١ / ٩ بتفاوت فيها .
(٣) الكافي ١ : ٢٧١ / ٤ (باب في الغيبة) ، علل الشرائع : ٢٤٤ / ٣ ، كمال الدين :