وأن يرفع الصوت به إذا كان ذكرا :
______________________________________________________
ومعنى البارّ : المطيع والمحسن ، ومعنى كون الرزق دارّا : زيادته وتجدده شيئا فشيئا كما يدرّ اللبن.
والقرار والمستقر قيل : إنهما مترادفان (١). وقيل : المستقر في الدنيا ، والقرار في الآخرة (٢). كأنه يسأل أن يكون مقامه في الدنيا والآخرة في جواره صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واختص الدنيا بالمستقر ، لقوله تعالى ( وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ ) (٣) والآخرة بالقرار ، لقوله تعالى ( وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ ) (٤).
قوله : ( وأن يرفع الصوت به إذا كان ذكرا ).
المستند في ذلك الأخبار المستفيضة : كصحيحة زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال : « لا يجزيك من الأذان إلاّ ما أسمعت نفسك أو فهمته ، وأفصح بالألف والهاء ، وصلّ على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كلّما ذكرته أو ذكره ذاكر عندك في أذان وغيره ، وكلما اشتد صوتك من غير أن تجهد نفسك كان من يسمع أكثر ، وكان أجرك في ذلك أعظم » (٥).
ورواية محمد بن راشد ، قال : حدثني هشام بن إبراهيم أنه شكى إلى الرضا عليهالسلام سقمه وأنه لا يولد له ، فأمره أن يرفع صوته بالأذان في منزله ، قال : ففعلت فأذهب الله عني سقمي وكثر ولدي. قال محمد بن راشد : وكنت دائم العلة ما أنفك منها في نفسي وجماعة خدمي ، فلما سمعت ذلك من هشام عملت به فأذهب الله عني وعن عيالي العلل (٦).
__________________
(١) كما في جمع الفائدة ٢ : ١٧٩.
(٢) كما في روض الجنان : ٢٤٥.
(٣) البقرة : ٣٦.
(٤) المؤمن : ٣٩.
(٥) الفقيه ١ : ١٨٤ ـ ٨٧٥ ، الوسائل ٤ : ٦٤٠ أبواب الأذان والإقامة ب ١٦ ح ٢.
(٦) الكافي ٣ : ٣٠٨ ـ ٣٣ ، الفقيه ١ : ١٨٩ ـ ٩٠٣ ، التهذيب ٢ : ٥٩ ـ ٢٠٧ ، الوسائل ٤ : ٦٤١ أبواب الأذان والإقامة ب ١٨ ح ١.