ولا عبرة باللفظ.
______________________________________________________
ذلك (١) ، وكذا الرواية المتضمنة لتعليم الصادق عليهالسلام لحماد الصلاة ، حيث قال فيها : إنه عليهالسلام قام واستقبل القبلة وقال بخشوع : الله أكبر (٢). ولم يقل : فكّر في النية ولا تلفظ بها ولا غير ذلك من هذه الخرافات المحدثة.
ويزيده بيانا ما رواه الشيخان ـ رضي الله عنهما ـ في الكافي والتهذيب عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : « إذا افتتحت الصلاة فارفع كفيك ، ثم ابسطهما بسطا ، ثم كبر ثلاث تكبيرات ، ثم قل : اللهم أنت الملك الحق ( لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ ، سُبْحانَكَ ) إني ظلمت نفسي ، فاغفر لي ذنبي ، إنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت. ثم كبر تكبيرتين ، ثم قل : لبيك وسعديك ، والخير في يديك ، والشر ليس إليك ، والمهدي من هديت ، لا ملجأ منك إلاّ إليك ، سبحانك وحنانيك ، تباركت وتعاليت ، سبحانك رب البيت ، ثم كبر تكبيرتين ، ثم تقول : ( وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) ، ـ ( عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ) ، ـ ( حَنِيفاً مُسْلِماً ) ـ ( وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ). ( إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ ) وأنا من المسلمين » كذا في الكافي (٣) ، واقتصر في التهذيب على قوله : ( وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (٤).
ويستفاد من هذه الرواية أحكام كثيرة تظهر لمن تأملها ، والله الموفق.
قوله : ( ولا عبرة باللفظ ).
لأنه خارج عن مفهوم النية ، لما عرفت من أنها أمر قلبي لا دخل للّسان
__________________
(١) الوسائل ١ : ٢٧١ أبواب الوضوء ب ١٥.
(٢) الفقيه ١ : ١٩٦ ـ ٩١٦ ، التهذيب ٢ : ٨١ ـ ٣٠١ ، الوسائل ٤ : ٦٧٣ أبواب أفعال الصلاة ب ١ ح ١.
(٣) الكافي ٣ : ٣١٠ ـ ٧ ، الوسائل ٤ : ٧٢٣ أبواب تكبيرة الإحرام ب ٨ ح ١.
(٤) التهذيب ٢ : ٦٧ ـ ٢٤٤ ، الوسائل ٤ : ٧٢٣ أبواب تكبيرة الإحرام ب ٨ ح ١.