ويستحب بينهما التعفير.
______________________________________________________
جعفر بن عليّ ، قال : رأيت أبا الحسن عليهالسلام وقد سجد بعد الصلاة فبسط ذراعيه وألصق جؤجؤه بالأرض في ثيابه (١). وعن يحيى بن عبد الرحمن ، قال : رأيت أبا الحسن الثالث عليهالسلام سجد سجدة الشكر فافترش ذراعيه وألصق صدره وبطنه فسألته عن ذلك فقال : « كذا يجب » (٢) والمراد به شدة الاستحباب.
ويستحب أن تكون هذه السجدة عقيب تعقيبه بحيث تجعل خاتمته ، وروى ابن بابويه في من لا يحضره الفقيه : إن أبا الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام كان يسجد بعد ما يصلّي فلا يرفع رأسه حتى يتعالى النهار (٣).
قوله : ( ويستحب بينهما التعفير ).
أي تعفير الجبينين ، وهو وضعهما على العفر ـ بالفتح ـ وهو التراب وبه يتحقق تعدد السجود ، وهو مستحب باتفاقنا ، لما رواه الشيخ ، عن أبي الحسن الثالث عليهالسلام أنه قال : « إن علامات المؤمن خمس » وعدّ منها تعفير الجبين (٤).
وكذا يستحب تعفير الخدين أيضا ، لما رواه الشيخ ، عن محمد بن سنان ، عن إسحاق بن عمار ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : « كان موسى بن عمران عليهالسلام إذا صلّى لم ينفتل حتى يلصق خدّه الأيمن وخدّه الأيسر بالأرض » قال إسحاق : رأيت من يصنع ذلك. قال محمد بن سنان : يعني موسى بن جعفر عليهالسلام في الحجر في جوف الليل (٥).
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٨٥ ـ ٣١١ ، الوسائل ٤ : ١٠٧٦ أبواب سجدتي الشكر ب ٤ ح ٣.
(٢) الكافي ٣ : ٣٢٤ ـ ١٥ ، التهذيب ٢ : ٨٥ ـ ٣١٢ ، الوسائل ٤ : ١٠٧٦ أبواب سجدتي الشكر ب ٤ ح ٢.
(٣) الفقيه ١ : ٢١٨ ـ ٩٧٠ ، الوسائل ٤ : ١٠٧٣ أبواب سجدتي الشكر ب ٢ ح ١.
(٤) التهذيب ٦ : ٥٢ ـ ١٢٢ ، الوسائل ١٠ : ٣٧٣ أبواب المزار وما يناسبه ب ٥٦ ح ١ وفيهما : عن الحسن العسكري عليهالسلام.
(٥) التهذيب ٢ : ١٠٩ ـ ٤١٤ ، الوسائل ٤ : ١٠٧٥ أبواب سجدتي الشكر ب ٣ ح ٣ وفيهما :