زينب ورقية.
ولكنهم غفلوا عن أن هذه الفتاة ( أي فاطمة الزهراء سلام الله عليها ) تختلف عن اختيها السابقين.
إنها ـ كما تدل عليه آية المباهلة ـ (١) ذات مقام رفيع ، وشأن كبير.
لقد أخطأ خطّاب فاطمة عليهاالسلام في هذا التصور ، وما كانوا يعلمون أن زوج فاطمة وقرينها لا يمكن أن يكون إلاّ كفؤها في التقوى والفضل ، والايمان والاخلاص ، فاذا كانت فاطمة ـ بحكم آية التطهير ـ معصومة من الذنب وجب أن يكون زوجها هو الآخر معصوما والا لم يكن كفؤها المناسب.
وليس المال وليست الثورة ملاك هذا التكافؤ.
لقد قال الاسلام : « إذا خطب إليكم كفؤ فزوّجوه ».
ويفسر هذا التكافؤ بالمماثلة والتكافؤ في الايمان والتقوى ، والطهارة والعفاف ، لا في المال والثروة (٢).
ولقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآله مأمورا من جانب الله تعالى أن يقول لكل من خطب إليه « فاطمة » من اولئك الرجال : « أمرها بيد الله » وهو بهذه الاجابة يكشف القناع عن الحقيقة إلى درجة ما.
ولقد أدرك أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله أن زواج « فاطمة » ليس أمرا سهلا وبسيطا ، وأنه ليس لمن كان من الرجال وان بلغ من الثراء ، والمكانة الاجتماعيّة أن يحظى بالزواج منها ، فان زوج « فاطمة » ليس إلاّ من يشابهها من حيث الأخلاق والفضائل ، والصدق والايمان ، والطهر ، والاخلاص ، بل ويلي رسول الله صلىاللهعليهوآله في السجايا الكريمة والصفات الرفيعة ،
__________________
(١) آل عمران : ٦١.
في قضية المباهلة اصطحب رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا والحسن والحسين وفاطمة دون غيرها من النساء وسيأتي مفصل هذه القصة.
(٢) راجع الوسائل : ج ١٤ ص ٥٠ ـ ٥٢.